شرح أصول السنة (الدرس الأول)
شرح أصول السنة (الدرس الأول)
  | ,, 2302   |   طباعة الصفحة


  • العنوان: شرح كتاب:  أصول السنة للإمام أحمد (رحمه الله) الدرس الأول.
  • القاه: الشيخ الدكتور: خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى.
  • المكان: درس القاه في يوم الأحد 17 شعبان لعام 1441هـ - عبر إذاعة ميراث الأنبياء الرئيسية.
 
قال اللالكائي:
  • أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله السكري ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد الدقيقي قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الوهاب أبو العنبر قراءة من كتابه في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان المنقري بتنيس قال : حدثني عبدوس بن مالك العطار قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل يقول :
  • أصُول السّنة عندنَا التَّمَسُّك بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والاقتداء بهم وَترك الْبدع وكل بِدعَة فَهِيَ ضَلَالَة  وَتركُ الْخُصُومَاتِ، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين. وَالسّنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وَمن السّنة اللَّازِمَة الَّتِي من ترك مِنْهَا خصْلَة لم يقبلهَا ويؤمن بهَا لم يكن من أَهلهَا.
  • والسنة  تفسر الْقُرْآن وَهِي دَلَائِل الْقُرْآن وَلَيْسَ فِي السّنة قِيَاس وَلَا تضرب لَهَا الْأَمْثَال وَلَا تدْرك بالعقول وَلَا الْأَهْوَاء إِنَّمَا هُوَ الإتباع وَترك الْهوى.
  • الْإِيمَان بِالْقدرِ خَيره وشره والتصديق بالأحاديث فِيهِ وَالْإِيمَان بهَا لَا يُقَال لم وَلَا كَيفَ إِنَّمَا هُوَ التَّصْدِيق وَالْإِيمَان بهَا وَمن لم يعرف تَفْسِير الحَدِيث ويبلغه عقله فقد كفي ذَلِك وَأحكم لَهُ فَعَلَيهِ الْإِيمَان بِهِ وَالتَّسْلِيم مثل حَدِيث الصَّادِق المصدوق وَمثل مَا كَانَ مثله فِي الْقدر وَمثل أَحَادِيث الرُّؤْيَة كلهَا وَإِن نبت عَن الأسماع واستوحش مِنْهَا المستمع وَإِنَّمَا عَلَيْهِ الْإِيمَان بهَا وَأَن لَا يرد مِنْهَا حرفا وَاحِد وَغَيرهَا من الْأَحَادِيث المأثورات عَن الثِّقَات وَأَن لَا يُخَاصم أحدا وَلَا يناظره وَلَا يتَعَلَّم الْجِدَال فَإِن الْكَلَام فِي الْقدر والرؤية وَالْقُرْآن وَغَيرهَا من السّنَن مَكْرُوه ومنهي عَنهُ، لَا يكونُ صاحبه وإن أصاب بكلامه السنة، ومن أهل السنة حتى يدع الجدال ويُسَلِّمَ ويؤمن بالآثار.
 
  • وَأَن عِيسَى ابْن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ينزلُ فيقتلهُ بِبَابِ لدٍ.
  • وَالْإِيمَان أَن الْمَسِيح الدَّجَّال خَارج مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ كَافِرٌ وَالْأَحَادِيثُ الَّتِي جَاءَت فِيهِ وَالْإِيمَانُ بِأَنَ ذَلِك كَائِن.
  • وَالْإِيمَان بشفاعة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبقوم يخرجُون من النَّار بَعْدَمَا احترقوا وصاروا فحما فَيُؤْمَر بهم إِلَى نهر على بَاب الْجنَّة كَمَا جَاءَ الْأَثر كَيفَ شَاءَ وكما شَاءَ إِنَّمَا هُوَ الْإِيمَان بِهِ والتصديق بِهِ.
  • الْإِيمَان بِعَذَاب الْقَبْر وَأَن هَذِه الْأمةَ تفتنُ فِي قبورها وتسألُ عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَمن ربهُ؟ وَمن نبيهُ ويأتيه مُنكر وَنَكِير كَيفَ شَاءَ وَكَيف أَرَادَ وَالْإِيمَان بِهِ والتصديق بِهِ.
  • وَالْإِيمَان بالحوض وَأَن لرَسُول الله حوضا يَوْم الْقِيَامَة تردُ عَلَيْهِ أمتهُ عرضهُ مثلُ طولهِ مسيرَةَ شهرٍ، آنيتهُ كعددِ نُجُومِ السَّمَاءِ على مَا صحت بِهِ الْأَخْبَارُ من غير وَجهٍ.
  • وَأَن الله تَعَالَى يكلمهُ الْعباد يَوْم الْقِيَامَة لَيْسَ بَينهم وَبَينه ترجمان والتصديق بِهِ.
  • وَالْإِيمَان بالميزان يَوْم الْقِيَامَة كَمَا جَاءَ (يُوزن العَبْد يَوْم الْقِيَامَة فَلَا يزن جنَاح بعوضة) ويوزن أَعمال الْعباد كَمَا جَاءَ فِي الْأَثر وَالْإِيمَان بِهِ والتصديق بِهِ والإعراض عَن من رد ذَلِك وَترك مجادلته.
  • وَالْإِيمَان بِالرُّؤْيَةِ يَوْم الْقِيَامَة كَمَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْأَحَادِيث الصِّحَاح وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم  قد رأى ربه فَإِنَّهُ مأثورٌ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَحِيح رَوَاهُ قَتَادَة عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس؛ وَرَوَاهُ الحكم بن إبان، عَن عِكْرِمَة عَن ابْنِ عَبَّاسٍ وَرَوَاهُ عَليُّ بنُ زيدٍ، عَن يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس والْحَدِيثُ عندنَا على ظَاهرهِ كَمَا جَاءَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَالْكَلَام فِيهِ بِدعَةُ وَلَكِن نؤمن بِهِ كَمَا جَاءَ على ظَاهرهِ وَلَا نناظر فِيهِ أحداً.
  • (وَالْقُرْآن كَلَام الله وَلَيْسَ بمخلوق) ولا يضعف أَن يَقُول لَيْسَ بمخلوق قَالَ فَإِن كَلَام الله لَيْسَ ببائن مِنْهُ وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْء مخلوق  وَإِيَّاك ومناظرة من أحدث  فِيهِ وَمن قَالَ بِاللَّفْظِ وَغَيره وَمن وقف فِيهِ فَقَالَ: لَا أَدْرِي مَخْلُوقٌ أَو لَيْسَ بمخلوقٍ وَإِنَّمَا هُوَ كَلَام الله فَهَذَا صَاحبُ بِدعَةٍ مثلُ من قَالَ (هُوَ مَخْلُوق) وَإِنَّمَا هُوَ كَلَام الله لَيْسَ بمخلوق.
  • وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر (أكمل الْمُؤمنِينَ إِيمَانًا أحْسنه مخلقا).
  • (وَمن ترك الصَّلَاة فقد كفر) (وَلَيْسَ من الْأَعْمَال شَيْء تَركه كفر إِلَّا الصَّلَاة) من تَركهَا فَهُوَ كَافِرٌ وَقد أحلَ اللهُ قَتلهُ.
  • وَخبر هَذِه الْأمة بعد نبيها أَبُو بكر الصّديق ثمَّ عمر بن الْخطاب ثمَّ عُثْمَان بن عَفَّان نقدم هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة كَمَا قدمهم أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَخْتَلِفُوا فِي ذَلِك.
  • ثمَّ بعد هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة أَصْحَاب الشورى الْخَمْسَة عَليّ بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر وعبد الرحمن بن عَوْف وَسعد وَطَلْحَة كلهم للخلافة وَكلهمْ إِمَام وَنَذْهَب فِي ذَلِك إِلَى حَدِيث ابْن عمر (كُنَّا نعد وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيّ وَأَصْحَابه متوافرون أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان ثمَّ نسكت ثمَّ من بعد أَصْحَاب الشورى أهل بدر من الْمُهَاجِرين ثمَّ أهل بدر من الْأَنْصَار من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قدر الْهِجْرَة والسابقة أَولا فأولا).
  • ثمَّ أفضل النَّاس بعد هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقرن الَّذِي بعث فيهم كل من صَحبه سنة أَو شهرا أَو يَوْمًا أَو سَاعَة وَرَآهُ فَهُوَ من أَصْحَابهِ رسول لَهُ الصُّحْبَة له من الصحبة على قدر ما صحبه، وكانت سابقتهُ معه، وسمع منه، ونظر إليه نظرةً، فأدناهم صحبةً هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال، كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه، ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة، أفضل لصحبته من التابعين، ولو عملوا كل أعمال الخير.