الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع
الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع
  | 2448   |   طباعة الصفحة
  • الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع.
  • جمعه الشيخ: د. خالد بن ضحوي الظفيري.
  • (الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة)
  •  مجالس الهداية للانتاج والتوزيع / الطبعة الثانية 1424هـ - 2003م

 
  • المقـــــــــدمـــــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد: فإن مما ابتلى الله به أهل السنة والجماعة كثرة أهل الباطل ومناصريه وانتشار البدع ومن يؤيدها، ولكن وعد الله -سبحانه- متحقق بلا شك، فقد وعد جل جلاله بحفظ دينه فقال تعالى : ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[، ومن حفظه لدينه وذكره، أن هيّأ لهذه الأمة رجالاً يذبون عن دينه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فهاهم صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ذبوا عن دينه وكتابه ورسوله بألسنتهم وأسنتهم، ولم يألوا جهداً في حماية بيضة هذا الدين، وتبعهم على ذلك التابعون الأخيار ثم تابعوهم إلى عصرنا هذا بل إلى أن تقوم الساعة. ومن هؤلاء الأعلام الذين بذلوا قصارى جهدهم في الذب عن دينه، وإعلاء كلمته، وتصفية عقول الناس من كثير مما لصق بها من خرافات المخرفين، وزيغ الزائغين، وبدع المبتدعين، وغير ذلك من أنواع الضلال: الشيخ العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله ورعاه- فاجتهد بما يستطيع لنصح هذه الأمة وبذل وقته وعمره لإرشاد شباب المسلمين وفتح صدره وبيته لكل من أراد الحق وسعى إليه. لكن سنّة الله في عباده الابتلاء والامتحان ولن تجد لسنة الله تبديلاً، قال تعالى: ] ألم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ[، ومن تلك الابتلاءات التي ابتلي بها هذا الإمام النحرير مواجهةُ أهل البدع له وسعيهم الحثيث في إسقاطه، وبأي وسيلة من الوسائل، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة، فهم قد استخدموا الكذب والإفك والبهت والبتر والتزوير والسب والشتم واعدد ما شئت من صفات الشر وخصال الشياطين. لكنه –حفظه الله وثبته- صمد كالجبال الرواسي ولم تثنه هذه الأساليب عن سيره على طريق السلف، وعن نشره لدين الله ورسوله، وعن تصفيته ما علق به من شوائب البدع والنفاق والفجور والعصيان، وعن فضح من تلبس بلباس السنّة وهي منه براء، وهذا كله من فضل الله عليه ونعمه التي لا تحصى. ولا زال أهل البدع وأنصارهم، وأهل الإفك وأعاونهم، يحاولون ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، لإسقاطه حتى يسقط ما يحمله للناس من منهج نبوي وترتفع راية البدع والضلال. فكتبوا الرد الوجيز فأتاهم بنصره العزيز، ودونوا إفكهم في المعيار فبين فساده وانهار، وهكذا ينصر الله دينه وعباده المؤمنين. ولا تزال هذه السلسلة تتواصل ولكنها سرعان ما تنهار أمام الحق بحمد الله، وما ذلك إلا لأن باب الكذب عريض، وبوابة الافتراء مفتوحة على مصراعيها، وعقوبة الكذب الفضح والشنار، والعاقبة للمتقين. وهذا العيب والسب والشتم من أهل الهوى والجهل كله أثم لهم، حسنات للشيخ ربيع، وهكذا الصحابة والتابعون ومن بعدهم، فما سب الرافضة لهم ولا الخوارج ولا المعتزلة ولا أهل البدع جميعاً إلا وهي حسنات في ميزان سلفنا الصالح، وإكرام من الله لهم ليرفع منزلتهم ولو بعد مماتهم، ولا يضرهم ذلك شيء في نظر أهل الحق والسنَّة، فكم ثلب الروافض أبا بكر وعمر، وكم ثلب الأشاعرة والمعتزلة والجهمية شيخ الإسلام ابن تيمية، وكم ثلب أعداء التوحيد ومناصرو الشرك وأهل البدع شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، وكم ثلب أعداء السنة شيوخنا وأئمتنا كالشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان والشيخ ربيع وغيرهم رحم الله الأموات منهم وحفظ أحياءهم. فهم كما قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله- في أثناء حديثه عن جده المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب: ((وله -رحمه الله- من المناقب والمآثر، ما لا يخفى على أهل الفضائل والبصائر، ومما اختصه الله به من الكرامة تسلط أعداء الدين وخصوم عباد الله المؤمنين، على مسبته، والتعرض لبهته وعيبه )). [الهدية السنية (ص 131)]. وفي مقابل تلك الفئة التي تلمز الشيخ ربيع وتتهمه وتخفض من شأنه، فئةٌ ثناؤهم هو المعتبر، وتزكيتهم هي المقبولة، فقد عرف فضل هذا الرجل كل عالم سنّة وطالب علم تحلى بالإنصاف ونزع ثوب التعصب والهوى، والفضل لا يعرفه إلا أهل الفضل وذووه. فأثنى عليه علماء هذا العصر وشهدوا له بشهادة حق وصدق، وتحدثوا عن فضله وعلمه وثباته على السنة وعلى منهج السلف الصالح، ومن هؤلاء العلماء الأجلاء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا، والشيخ مقبل بن هادي الوادعي، والشيخ محمد بن عبدالله السبيل، والشيخ أحمد بن يحيى النجمي، والشيخ زيد بن محمد المدخلي، والشيخ صالح السحيمي، والشيخ عبيد الجابري، وغيرهم من العلماء والفضلاء وأهل الخير الصلحاء، وهؤلاء هم أهل العلم وكفى بشهادة أهل العلم شهادة، كيف لا وقد استشهد بهم الله تعالى في كتابه الكريم على وحدانيته سبحانه فقال: ]شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[. ولنا وقفة مع بعض أقوالهم في مدح هذا الإمام الجليل والثناء عليه حتى يتبين لكل عاقل منزلة هذا الشيخ الجليل، ويتبين كذب وضلال من يطعن فيه ويلمز ويغمز. فإلى تلك الأقوال، وبالله وحده أستعين.