هذه منزلة العلامة الشيخ ربيع بن هادي عند العلماء
أيها الحدادية الجهلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
وبعد:
فلا زال أهل البدع والأهواء ممن يحاول أن يلبس لباس السلفية زوراً وكذباً يطعنون في أعلام أهل السنة والجماعة وأئمتهم سابقاً ولاحقاً، ويكيدون المكائد الشيطانية لتشويه مذهبهم وعقيدتهم، ومن هؤلاء الأغمار الحاقدين (الحدادية) المغفلون، الذين ما فتئوا يطعنون في علمائنا من بزوغ قرونهم، من رأسهم الحداد إلى أتباعه ومن سار على دربه عبر الآفاق المظلمة بالهوى والجهل، فطعنوا قبل ذلك في شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم ثم من سار على دربهم كالإمام الألباني، وهكذا طعونهم الكثيرة في شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى، وما علّة ذلك إلا لأنه ردّ أباطيلهم وفضح حداديّهم، وكشف زيف جُهنيّهم، وأزال الغطاء عن صيوانيّهم، فحاصوا حيصة الحمر المستنفرة، التي فرّت من قسورة، فما وجدوا حيلة إلا الطعن والاتهام بالإرجاء، فردّ الشيخ شبههم، وبيّن بطلان قولهم، ووضح خارجيتهم الصلعاء، التي لا تنطلي إلا على الجهلاء.
ولأجل ذاك كان لزاماً إعادة نشر كتابي “الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع”، ليظهر لطالب الحق وناصره منزلة هذا الإمام الجليل، الذي قضى عمره في نُصرة السنة والدين، فقد جاوز عمره الثمانين، وهو على هذا المنهج، يذب عن دين الله انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وتحريف الغالين.
ويتبين له مدى بطلان قول من ذمه وانتقصه وطعن في دينه ومنهجه، الذين ما وجدوا حيلة -وقد وجه الشيخ ربيع سهامه لأهل البدع والضلال- إلا أن ينتقصوه ويذموه ليخدعوا جهال المسلمين بزخرف قولهم.
فهم كما قال الشيخ عبداللطيف آل الشيخ: ((ومن عادة أهل البدع إذا أفلسوا من الحجة وضاقت بهم السبل تروّحوا بعيـب أهل السنة وذمهم ومدح أنفسهم)).
واعلم يا طالب الحق أنّ الطعن في علماء المنهج السلفي من علامات أهل البدع، وسمات الزائغين عن الطريق السوي، وفي هذا قد جاءت الآثار الكثيرة عن أئمة السنة، وإليك بعضها:
قال أبو زرعة – رحمه الله – : (( إذا رأيت الكوفي يطعن على سفيان الثوري وزائدة: فلا تشك أنّه رافضي، وإذا رأيت الشامي يطعن على مكحول والأوزاعي: فلا تشك أنّه ناصبي، وإذا رأيت الخراساني يطعن على عبد الله بن المبارك: فلا تشك أنّه مرجئ، واعلم أنّ هذه الطوائف كلها مجمعة على بغض أحمد بن حنبل؛ لأنّه ما من أحد إلا وفي قلبه منه سهم لا بُرْء له )) [طبقات الحنابلة ( 1/199-200 ) ].
وقال نعيم بن حمّاد: ((إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتّهمه في دينه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتّهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهـويه فاتّهمـه فـي دينـه)) [ تـاريخ بغـداد (6/348)، وتـاريخ دمشـق (8/132) ].
وقال أبو جعفر محمد بن هارون المخرمي الفلاّس: ((إذا رأيت الرجل يقع في أحمد بن حنبل فاعلم أنَّه مبتدع ضالّ)) [ تقدمة الجرح والتعديل ( ص:308-309)، وتاريخ دمشق (5/294)].
وقال أبو حاتم الرازي: ((إذا رأيت الرّازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلـم أنَّـــه مبتدع)) [ تاريخ بغداد (10/329)، وتاريخ دمشق ( 38/31)].
وقال أبو حاتم -أيضاً-: ((علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر)) [السنة للالكائي (1/179)].
وقال الإمام أبو عثمان الصابوني: ((وعلامات البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي –صلى الله عليه وسلم- واحتقارهم واستخفافهم بهم)) [عقيدة السلف (101)].
وقال ابن أبي داود في قصيدته الشهيرة:
((ولاتك من قوم تلهوا بدينهم **فتطعن في أهل الحديث وتقدح)).
قال السفاريني: ((ولسنا بصدد ذكر مناقب أهل الحديث فإنَّ مناقبهم شهيرة ومآثرهم كثيرة وفضائلهم غزيرة، فمن انتقصهم فهو خسيس ناقص، ومن أبغضهم فهو من حزب إبليس ناكص)) [ لوائح الأنوار (2/355)] .
جملة من ثناء أهل العلم على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى- أثنى عليه علماء هذا العصر وشهدوا له بشهادة حق وصدق، وتحدثوا عن فضله وعلمه وثباته على السنة وعلى منهج السلف الصالح، فلا عبرة بعد ذلك للناقدين والطاعنين، الذين أقضت مضاجعهم، كتبه القائمة على العلم والدليل والبرهان في التحذير من أهل الأهواء.
ومن هؤلاء العلماء الأجلاء الذين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبدالمحسن العباد، والشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا، والشيخ مقبل بن هادي الوادعي، والشيخ محمد بن عبدالله السبيل، والشيخ أحمد بن يحيى النجمي، والشيخ زيد بن محمد المدخلي، والشيخ عبيد الجابري، وغيرهم من العلماء والفضلاء وأهل الخير الصلحاء، وهؤلاء هم أهل العلم وكفى بشهادة أهل العلم شهادة، كيف لا وقد استشهد بهم الله تعالى في كتابه الكريم على وحدانيته سبحانه فقال: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
ولنا وقفة مع بعض أقوالهم في مدح هذا الإمام الجليل والثناء عليه حتى يتبين لكل عاقل منزلة هذا الشيخ الجليل، ويتبين كذب وضلال من يطعن فيه ويلمز ويغمز.
(1) ثناء الإمام العلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله-.
فقد سئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ عن الشيخ ربيع بن هادي فقال : ” إن الشيخ ربيعاً من علماء السنة)). وذكر معه الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله تعالى ـ فقال : ” هما معروفان لدي بالعلم والفضل “. [شريط الأسئلة السويدية].
وقد سمعت بأذني الشيخ ابن باز –رحمه الله- يقول مخاطباً للشيخ ربيع : ((يا شيخ ربيع رد على كل من يخطئ، لو أخطأ ابن باز رد عليه، لو أخطأ ابن إبراهيم رد عليه))… وأثنى عليه ثناء عطراً، والله على ما أقول شهيد.
بل قد أذن له سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بالتدريس في مسجده وذلك قبل وفاته بأشهر، مما يدل على أنه توفي وهو عنه راض.
(2) الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-:
فقد وجه سؤال إلى الشيخ الألباني في شريط ( لقاء أبي الحسن المأربي مع الألباني ) ما مفاده : أنه على الرغم من موقف فضيلة الشيخين / ربيع بن هادي المدخلي ومقبل بن هادي الوادعي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة، يشكك بعض الشباب في الشيخين أنهما على الخط السلفي ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
((نحن بلا شك نحمد الله -عز وجل- أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكفائي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى … إما جاهل فيُعلّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله -عز وجل- إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره.))
ثم قال الشيخ _ رحمه الله _ : ((فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه)).
وكتب الشيخ الألباني –رحمه الله- معلقاً على كتاب الشيخ ربيع (العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم):
((كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.
فجزاك الله خيراً أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام)).
(3) الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين –رحمه الله-.
فقد سئل فضيلته عن الشيخ ربيع كما في (شريط الأسئلة السويدية) فقال :” أما بالنسبة للشيخ ربيع فأنا لا أعلم عنه إلا خيراً والرجل صاحب سنة وصاحب حديث “.
وقال -رحمه الله تعالى- في شريط ” إتحاف الكرام”:
((إننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر لأخينا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي أن يزور هذه المنطقة حتى يعلم من يخفى عليه بعض الأمور أن أخانا وفقنا الله وإياه على جانب السلفية طريــق السلف، ولست أعني بالسلفية أنها حزب قائم يضاد لغيره من المسلمين لكني أريد بالسلفية أنه على طريق السلف في منهجه ولاسيما في تحقيق التوحيد ومنابذة من يضاده ونحن نعلم جميعاً أن التوحيـد هو أصل البعثة التي بعث الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام.. زيارة أخينا الشيخ ربيـع بن هادي إلى هذه المنطقة وبالأخص إلى بلدنا عنيزة لاشك أنه سيكون له أثر ويتبين لكثير من الناس ما كان خافياً بواسطة التهويل والترويج وإطلاق العنان للسان وما أكثر الذين يندمون على ما قالوا في العلماء إذا تبين لهم أنهم على صواب)).
ثم قال أحد الحاضرين في الشريط نفسه : هاهنا سؤال حول كتب الشيخ ربيع ؟
فأجاب ـ رحمه الله تعالى ـ: ((الظاهر أن هذا السؤال لا يحتاج لقولي وكما سئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهويه -رحمهم الله- جميعاً فقال مثلي يسأل عن إسحاق ! بل إسحاق يسأل عني وأنا تكلمت في أول كلامي عن الذي أعلمه عن الشيخ ربيع وفقه الله ومازال ما ذكرته في نفسي حتى الآن، ومجيئه إلى هنا وكلمته التي بلغني عنها ما بلغني لاشك أنه مما يزيد الإنسان محبة له ودعاء له)).
وفي شريط ” لقاء الشيخ ربيع مع الشيخ ابن عثيمين حول المنهج ” سئل -رحمه الله- السؤال التالي : إننا نعلم الكثير عن تجاوزات سيد قطب لكن الشيء الوحيد الذي لم أسمعه عنه وقد سمعته من أحد طلبة العلم ولم أقتنع بذلك فقد قال بأن سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود وطبعاً هذا كفر صريح فهل كان سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود ؟ أرجو الإجابة وجزاكم الله خيراً.
فأجاب حفظه الله : ((مطالعاتي لكتب سيد قطب قليلة ولا أعلم عن حال الرجل ولكن قد كتب العلماء ملاحظات على كتابه في التفسير مثلما كتب الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله، وكتب أخونا الشيخ ربيع المدخلي ملاحظات على سيد قطب في تفسيره وفي غيره فمن أحب أن يراجعها فليراجعها)).
وجاء في الشريط الأول الذي هو بعنوان ( كشف اللثام عن مخالفات أحمد سلام ) ـ عبر الهاتف من هولندا ـ :
سؤال : ما هي نصيحتكم لمن يمنع أشرطة الشيخ ربيع بن هادي بدعوى أنها تثير الفتنة وفيها مدح لولاة الأمور في المملكة وأن مدحه ـ أي مدح الشيخ ربيع للحكام ـ نفاق؟
الجواب : ((رأيُنا أن هذا غلطٌ وخطأٌ عظيم، والشيخ ربيع من علماء السنة، ومن أهل الخير، وعقيدته سليمة، ومنهجه قويم.
لكن لما كان يتكلم على بعض الرموز عند بعض الناس من المتأخرين وصموه بهذه العيوب)).
فهذا شيء من ثناء العلماء عليه وقد اقتصرت على ذكر هؤلاء الأعلام لشهرتهم لدى العام والخاص، ولطلب الاختصار والإيجاز، وإلا فالأقوال في مدحه والثناء عليه كثيرة.
ومن أراد النظر في أقوال العلماء ومدائحهم للشيخ ربيع، فلينظر في هذا الكتاب (في المرفقات)، الذي نقلت فيه بعضاً من أقوالهم، وإلا فإن أقوالهم كثيرة، ولا تزال تتوالى عليه المدائح والثناء من أهل العلم الفضلاء، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمـاً كثـيراً.
وكتب/
خالد بن ضحوي الظفيري
12/جمادى الأولى/1437هـ
إقرأ كتاب : الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع. اضغط هنا.