دعاء الاستخارة
دعاء الاستخارة
  | المقالات 3042   |   طباعة الصفحة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: ” إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي ” قَالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» رواه البخاري في بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّطَوُّعِ مَثْنَى مَثْنَى.

هذا الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فيه بيان سنة يغفل عنها كثير من الناس، وهو أنه إذا هم بأمرٍ من أمور الدينا ، أما أمور الآخرة والطاعات فإنها لا تحتاج إلى استخارة المطلوب من العبد أن يجتهد في فعلها،وأما أمور الدنيا من التجارة والوظيفة أو أي أمر من الأمور أراد أن يقدم عليه فإنه يشرع له حتى يبارك الله عز وجل له فيه إن كان خيراً، ويصرفه عنه إن كان شراً.

وهو هذه السنة يصلي ركعتين إذا همَ بالأمر إذا أراد أن يفعل الشيء يصلي ركعتين من غير الفريضة نافلة، فإذا انتهى من الصلاة وسلم دعا بهذا الدعاء.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، (ثم يذكر هذا الأمر إن كنت تعلمُ أن هذه الأمر يعني هذه التجارة هذا التخصص أن هذا الأمر خيرُ لي في ديني ومعاشي يسميه)، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي.

ثم يقدم على هذا العمل، يخطئ بعض الناس يفهم أو يظن أن معنى أن هذا الأمر طيب أو هذا الأمر سيء أنه يشعر في نفسه بشيء أو لا يرتاح بهذا الأمر، المقصود بالاستخارة أنه أوكل أمره إلى الله سبحانه وتعالى، ودعا الله أن يبارك له في هذا الأمر ثم يقدم على هذا الأمر فإن كان هذا الأمر خير فإن الله يحبه له وييسر أمره، وإن كان شر فإن الله يصرفه عنه، وتتعسر عليه أسباب حصول هذا الأمر أو يأتيه أمر من الأمور فيكون سبباً في بعده عن هذا الأمر وهذا كله توفيق الله لأنه بدأ أمره بالاستخارة، وكان بعض السلف مثل عبدالله بن الزبير وغيره، يصلي للاستخارة للأمر الواحد أكثرَ من مرة وهذا جائز يصلي للاستخارة مرة ومرتين وثلاث تدعوا الله عز وجل أن يوفقك في هذا الأمر ويختار لك الخير ويبعد عنك الشر.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم من الخير كله عاجله وآجله، وأن يبعد عنا الشر كله عاجله وآجله، ونسأله سبحانه أن يغفر لنا ولوالدينا وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

للاستماع .