- خطبة عيد الفطر لعام 1443هـ.
- ألقاها لشيخ الدكتور: خالد بن ضحوي الظفيري - حفظه الله تعالى.
- المكان: خطبة في يوم 1 شوال 1443هـ في مسجد السعدي بالجهرا.
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (.
فنحمد الله تعالى على نعمةِ التَّمامِ لشهر الصيامِ والقيامِ، جعلنا الله وإياكم فيه من المقبولين، فلا غِنَى لنا عن رحمة الله وفضله وإنعامه علينا، ومن صفات أهل الإيمان أنهم يقدمون صالح الأعمال، ويجتهدون بالإحسان، وهم مع هذا يخافون من التقصير في حق الرحمن، فلا تغرُّهم أعمالُهم ولا يَفخَرُون بما قَدَّمُوا، بل يجتهدون ويستغفرون الله على التَّقصير، )وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (.
- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
- عباد الله:
ومِن مِنَنِ الله تعالى على عباده بعد رمضان أن رزقهم عيد الفطر وما فيه من الخير، الذي هو فرحة للمسلمين على فطرهم، وختام خير لشهرهم، ففي يومه إلى الصلاة زكاة الفطر والتكبير والتهليل ثم صلاة العيد، وهكذا تستمر رحى العبادة لا يحول بينك وبينها إلا الموت، فأبواب الخيرات كثيرة ميسرة، وطرق البر ممهَّدة واسعة، فليستكثر المسلم من أنواع الطاعات ليرتفع عند الله درجات، ويعلو في منازل الجنات.
- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: لقد وعظ رسول الله
ﷺ صحابته بموعظة كأنها موعظة مودع، وسألوه الوصية فأوصاهم بوصايا جليلة، مَن تمسَّك بها نَجى، ومن تَنَكَّبَ عنها هَلَك، خصوصًا عند حدوث الفتن والشبهات، وتكاثر المغريات والشهوات، فأوصاهم أولا بتقوى الله، بأن تجعل بينك وبين غضب الله وناره وعقابه وقاية، فعلى العبد أن يلزم الطاعات ومنها الصلاة ولا يتساهل فيها، فإنها عماد الإسلام، ويؤدي الزكاة، وعليه ببر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الأيتام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإيَّاه وقتل النفس المحرمة والربا، وفعل الفحشاء كالزنا، وغيرها من الذنوب والموبقات.
- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
ثم أوصاهم
ﷺ بالسمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف، وهو أصل من أصول الإسلام، وحثَّ عليه في أحاديثَ كثيرةٍ سيّدُ الأنام، لما فيه من سدّ أبواب الفوضى والفتن، وبمخالفته ذهاب الأمن وانتشار المحن، فقد كَانَ رَسُولُ اللهِ
ﷺ يُوصِي بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلْأَئِمَّةِ بِالمَعْرُوفِ، وَيَحُثُّ عَلَى الصَّبْرِ عَلَى جَوْرِهِمْ، ويحرم الخروج عليهم، وَيُرَغِّبُ فِي إِكْرَامِهِمْ وَتَوْقِيرِهِمْ، وَالدُّعَاءِ لَهُمْ، وَتَوْجِيهِ النَّصِيحَةِ إِلَيْهِمْ بِالرِّفْقِ وَالسِّرِّ مَعَ جَمْعِ القُلُوبِ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَكُونَ المُسْلِمُونَ يَدًا وَاحِدَةً، فَقد قَالَ رَسُولُ اللهِ
ﷺ: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا؛ فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
- الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
ثم أخبر
ﷺ بأن من طال به الزمن، فسيرى الاختلاف والفتن، فأوصاهم بالتمسك بالسنن، والسير على درب الصحابة، والتمسك بسنة الخلفاء الراشدين، فالسير على السنة، وعلى هدي سلف الأمة، طريق الله إلى الجنة، فقد قال
ﷺ: (قد تركتكم على البيضاءِ ليلِها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، مَن يَعِشْ منكم فَسَيَرَى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بما عَرَفتم من سُنَّتي وسُنَّة الخلفاءِ الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ)
- الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
ثم بين أن من أعظم أسباب النجاة، الحذرَ من البدع والمحدثات، ومجانبةَ أهل الأهواء والخرافات، (وإياكُم ومحدثات الأمور، فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة)، وقد كثرت في هذه الأزمان الفرق الضالة والمناهج الضيقة المنحرفة، فاحذروا منها غاية الحذر ففي اتباعها الشر والضرر، (وَأَنَّ هَـٰذَا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون).
---------------((((هنا يفصل من يرى أنها خطبتان))))-------------
- الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
- عباد الله:
إنه وإن انقضى صوم رمضان، فإن الصوم لم ينقض، بل يسن لنا بعد رمضان وعيد الفطر صيام ستة أيام من شوال، فبادروا أولا إلى قضاء ما عليكم من الصيام، ثم أكملوا ذلك بستة أيام من شوال مجتمعة أو متفرقة، فعن أبي أيوب عن النبي
ﷺ: قال: »
من صام رمضان و أتبعه ستا من شوال كان كصوم الدهر« [رواه مسلم]. وكذلك قيام الليل باق ولا ينتهي بانتهاء رمضان لكن قصد الجماعة له لا يكون إلا في رمضان، عن أبي هريرة عن النبي
ﷺ:
» أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل...«[رواه مسلم]، فحياة المسلم كلها عبادة إلى مماته، وهو يتقلب بين مواسم الطاعات وأوقات العبادات، فَرَبُّ رمضان هو رَبُّ شوال ورَبُّ بقية الشهور، فالخاسر هو من يعبد الله في رمضان فإذا ذهب رمضان ترك الطاعة، نسأل الله العافية.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيَّتُها المرأةُ المسلمةُ اتقي الله تعالى في واجباتكِ، وأحسِني إلى زوجك بالعِشْرَة الطَّيبة، وإلى أولادك بالتربية الإسلامية النَّافعة، واحفظي زوجك في عرضِهِ ومالِهِ وبيتِهِ، وارْعَيْ حقوق والديه وأقاربه وضيفه وجيرانه، ففي الحديث عن النبي
ﷺ: (إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخُلي الجنَّة من أي أبوابها شئت)، واحذري دعاة الرذيلة وأهل الفجور والسفور، فإنَّ المرأةَ زينَتُها في دينِهَا وجمالها في حيائها، كَمَا على الرَّجال أن يتقوا الله في النساء، فإنهن أسيراتٍ عندَكم، فارفقوا بهنَّ وأحسنوا عشرتهن.
- الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا، واجعل أعيادنا كلها أعياد خير وأمان وإيمان، اللهم احفظ بلادنا وولاة أمورنا من كل سوء، ووفقهم لتحكيم كتابك وسنة نبيك، وارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وترشدهم إليه.
عباد الله كان السلف يهنئون بعضهم بعضاً بالعيد، ومن هنا أقول للجميع تقبل الله منا ومنكم، وأعاده علينا وعليكم باليمن والبركات والخيرات والمسرات. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.