هزيمة الفرس في معركة القادسية
- العنوان: هزيمة الفرس في معركة القادسية
- القاها: الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى
- المكان: خطبة جمعة ألقاها 1 ربيع الأول عام 1437هـ في مسجد السعيدي بالجهراء، ونقلت مباشراً على إذاعة موقع ميراث الأنبياء
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعملنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:-
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار أما بعد:-
عباد الله، إن من أيام الله العظام، ومن المعارك الفاصلة بين الحق والباطل، وبين الإسلام والكفر تلك المعركة التي تغيرت بها موازين العالم، وخريطة الدولة الإسلامية تلك المعركة التي دحر الله عز وجل بها الفرس، ودينهم تلك معركة القادسية.
فإنه في سنة أربع عشر من الهجرة استهلت هذه السنة والخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- يحث الناس ويحرضهم على جهاد أهل العراق من الفر، وذلك لما بلغهم من قتل أبي عبيد يوم الجسر، وانتظام شمل الفرس، واجتماع أمرهم على يزدجرد الذي أقاموه من بيت المقدس ملك، ونقض أهل الذمة بالعراق عهودهم، ونبذهم المواثيق التي كانت عليهم، وأذوا المسلمين، وأخرجوا العمال من بين أظهرهم، وقد كتب عمر -رضي الله تعالى عنه- إلى من هنالك من الجيش أن يتبرزوا من بين أظهرهم إلى أطراف البلاد، وركب عمر -رضي الله تعالى عنه- في أول يوم من المحرم هذه السنة في الجيوش من المدينة عازما على غزو العراق بنفسه، واستخلف على المدينة علي -رضي الله تعالى عنه- ، واصطحب معه عثمان بن عفان، وسادات الصحابة، ثم عقد مجلسا لاستشارة الصحابة فيما عزم عليه ونودي أن الصلاة جامعة، فقد أرسل إلى عليا فقدم من المدينة، ثم استشارهم فكلهم وافقوه على الذهاب إلى العراق، إلا عبد الرحمن بن عوف فإنه قال له: إني أخشى إن كسرت أن يضعف المسلمون في سائر أقطار الأرض، وإني أرى أن تبعث رجلا وترجع أنت إلى المدينة" فوافق عمر -رضي الله تعالى عنه-، والناس عند ذلك، واستصوبوا رأي ابن عوف، وأرسل إلى سعد بن أبي وقاص فأمره على العراق وأوصاه بلزوم الأمر وخشية الله وطاعته، فسار سعد -رضي الله تعالى عنه- نحو العراق في أربعة ألاف، ثلاثة آلاف من أهل اليمن، وألف من سائر الناس، وقيل في ستة آلاف وشيعهم عمر، ثم سار سعد إلى العراق، ورجع عمر بمن معه من المسلمين إلى المدينة.
ولما انتهى سعد إلى نهر زرود لم يبقى بينه وبين أن يجتمع بالمثنى بن حارثة -رضي الله تعالى عنه- إلا اليسير، وكان كل منهما مشتاق إلى صحابه، انتقض جرح المثنى بن حارثة الذي كان جرحه يوم الجسر فمات رحمه الله تعالى ورضي عنه.
ولما وصل سعد إلى محلة الجيوش انتهت إليه رياستها وأمرتها، ولم يبقى بالعراق أمير من سادات العرب إلا تحت أمرته، وأمده عمر بإمداد آخر حتى اجتمع معه يوم القادسية ثلاثون ألفا، وقيل ستة وثلاثون، وقال عمر: والله لأرمينَّ ملوك العجم بملوك العرب" وبعث عمر كتابه إلى سعد يأمره بالمبادرة إلى القادسية.
والقادسية باب فارس في الجاهلية، وأن يبدروهم بالضرب والشدة، ولا يهولنك كثرة عددهم وعددهم، فإنهم قوم خدعة مكرة، وإن أنتم صبرتم وأحسنتم ونويتم الأمانة رجوت أن تنصروا عليهم، وأمره بالمحاسبة نفسه، وموعظة جيشه، وأمرهم بالنية الحسنة والصبر.
ولما بلغ سعد العذيب اعترض للمسلمين جيش للفرس مع شيرزاد بن ارازويه، فغنموا مما معه شيئا كثيرا ووقع منهم موقعًا كبيرًا، فخمسها سعد وقسم أربعة أخماسها في الناس واستبشر الناس بذلك وفرحوا.
ثم سار سعدٌ فنزل القادسية، وبعث سراياه، وأقام بها شهرًا لم ير أحدًا من الفرس، فعجت رعايا الفرس من أطراف بلادهم إلى يزدجرد ملكهم، وقالوا: إن لم تنجدونا وإلا أعطينا ما بأيدينا وسلمنا إليهم الحصون.
واجتمع رأي الفرس على إرسال رستم إليهم، فبعث إليه يزدجرد فأمره على الجيش واستعفى رستم من ذلك، وقال: إن هذا ليس برأي في الحرب، إن إرسال الجيوش بعد الجيوش أشد على العرب من أن يكسروا جيشا كثيفًا مرة واحدة، فأبى الملك إلا ذلك، فتجهز رستم للخروج.
ولما اقترب رستم بجيوشه وعسكر بساباط كتب سعد إلى عمر يقول: "إن رستم قد عسكر بساباط، وجر الخيول، والفيول وزحف علينا بها، وليس شيء أهم عندي، ولا أكثر ذكرا مني لما أحببت أن أكون عليه من الاستعانة والتوكل".
وكان جيش رستم كله ثمانونَ ألفًا وقيلَ: مائةٌ عشرونَ ألفاً، وكان معه ثلاثةٌ ولاثلاثونَ فيلاً منها فيلٌ أبيض كان لسابور، فهوَ أعظمها وأقدمها، وكانت الفيلة تألفه
ثم بعث سعد جماعاتٌ من السادات منهم النعمان بن مقرن، وفرات بن حبان، وحنظلة بن الربيع، وعطارد بن حاجب، وكذلك والاشعث بن قيس، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن معدي كرب ، يدعون رستم إلى الإسلام.
فقال لهم رستم: ما أقدمكم ؟ فقالوا: جئنا لموعود الله إيانا، انظروا إلى هذه العزة، جئنا لموعود الله إيانا أخذ بلادكم وسبي نسائكم وأبنائكم، وأخذ أموالكم، فنحن على يقين من ذلك.
وقد رأى رستم في منامه كأن ملكا نزل من السماء فختم على سلاح الفرس كله ودفعه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدفعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عمر، وكان رستم يطاول سعدا في اللقاء لعله يضجر سعدًا ومن معه ليرجعوا، ولولا أن الملك استعجله ما التقاه، لما يعلم من غلبة المسلمين لهم ونصرهم عليهم، لما رأى في منامه، ولما يتوسمه، ولما سمعه منهم، ولما عنده من علم النجوم الذي يعتقد صحته في نفسه، لما له من الممارسة لهذا الفن.
ولما دنا جيش رستم من سعد أحب سعد أن يطلع على أخبارهم على الجلية، فبعث رجلًا سرية لتأتيه برجل من الفرس، وكان في السرية طُليحة الأسدي، الذي كان ادعى النبوة ثم تاب بعد ذلك.
فلما بعث سعد السرية اخترق طليحة الجيوش والصفوف، وتخطى الألوف، وقتل جماعة من الأبطال حتى أسر أحدهم، وجاء به لا يملك من نفسه شيئًا، فسأله سعد عن القوم فجعل يصف شجاعة طُليحة، فقال: دعنا من هذا وأخبرنا عن رستم، فقال: هو في مائة ألف وعشرين ألفا، يتبعها مثلها، وأسلم الرجل من فوره -رحمه الله.-
ولما تواجه الجيشان بعث رستم إلى سعد أن يبعث إليه برجل عاقل عالم بما أسأله عنه، فبعث إليه المغيرة بن شعبة -رضي الله تعالى عنه-، فلما قدم عليه جعل رستم يقول له: إنكم جيراننا وكنا نحسن إليكم، ونكف الاذى عنكم، فارجعوا إلى بلادكم، ولا نمنع تجارتكم من الدخول إلى بلادنا يظنونها دنيا.
فقال له المغيرة: إنا ليس طلبنا الدنيا، إنما همنا وطلبنا الآخرة، وقد بعث الله إلينا رسولًا قال له: إني قد سلطت هذه الطائفة على من لم يدن بديني فأنا منتقم بهم منهم، وأجعل لهم الغلبة ما داموا مقرين به، وهو دين الحق، لا يغلب عنه أحد إلا ذُل، ولا يعتصم به إلا عز.
فقال له رستم: فما هو؟.
فقال: أما عموده الذي لا يصلح شيء منه إلا به فشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، والإقرار بما جاء من عند الله.
فقال: ما أحسن هذا ؟ ! وأي شيء أيضًا؟
فقال: وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله.
قال: وحسن أيضًا وأي شيء أيضًا؟
قال: والناس بنو آدم ، فهم أخوة لأب وأم،
فقال: وأحسن أيضًا، ثم قال رستم: أرأيتم إن دخلنا في دينكم أترجعون عن بلادنا؟
قال: إي والله ثم لا نقرب بلادكم إلا في تجارة أو حاجة.
قال: وحسنٌ أيضًا.
قال: ولما خرج المغيرة من عنده ذاكر رستم رؤساء قومه في الإسلام، فأنفوا ذلك وأبوا أن يدخلوا فيه، قبحهم الله وأخزاهم وقد فعل.
قالوا: ثم بعث إليه سعدٌ رسولًا آخر بطلبه، وهو ربعي بن عامر، فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بزينة عظيمة، وعليه تاجه، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، لعله يفتن هذا الرسول.
ودخل ربعي بثياب صفيقة، وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه، ودرعه وبيضته على رأسه.
فقالوا له: ضع سلاحك.
قال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت.
فقال رستم: ائذنوا له.
فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها.
فقالوا له: ما جاء بكم؟
فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله.
قالوا: وما موعود الله؟
قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.
فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخرونا هذا الامر حتى ننظر فيه وتنظروا؟ قال نعم! كم أحب إليكم؟يوما أو يومين ؟
قال: لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا، ورؤساء قومنا.
فقال: ما سن لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فانظر في أمرك، وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل.
فقال: أسيدهم أنت؟
قال ! لا: ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم.
فاجتمع رستم برؤساء قومه، فقال: هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل؟
فقالوا: معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا، وتدع دينك، أما ترى إلى ثيابه ؟
قال: ويلكم لا تنظروا إلى الثياب، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل، ويصونون الأحساب، ثم بعثوا يطلبون في اليوم الثاني رجلًا فبعث إليهم حذيفة بن محصن فتكلم نحو ما قال ربعي، وفي اليوم الثالث المغيرة بن شعبة فتكلم بكلام حسن طويل.
وكان سعد قد بعث طائفة من أصحابه إلى كسرى يدعونه إلى الله قبل الوقعة، فاستأذنوا على كسرى فأذن لهم، وتناظروا قليلًا، ثم استهجنهم الملك وقال ائتوني بوقر من تراب، أي: حمل من تراب، فاحملوه على أشراف هؤلاء ثم سوقوه حتى يخرج من أبيات المدائن.
فلما وصلوا به إلى سعد قال: أبشروا فقد والله أعطانا الله أقاليد ملكهم، وتفاءلوا بأخذ ذلك التراب أنه أخذ بلادهم، وهذا ما تحقق وحصل، وهو من الفعل الحسن.
أقول ما تسمعون، واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى أله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:-
عباد الله، ثم بعد ذلك بدأت وقعة القادسية، وكانت وقعة عظيمة لم يكن بالعراق أعجب منها، وذلك أنه لما تواجه الصفان كان سعد -رضي الله تعالى عنه- قد أصابه عرق النسا، ودمامل في جسده، فهو لا يستطيع الركوب، وإنما هو في قصره متكئ على صدره فوق وسادة، وهو ينظر إلى الجيش ويدبر أمره، وكان مع ذلك أمر أن لا يغلق عليه باب القصر لشجاعته -رضي الله تعالى عنه-.
وقد جعل أمر الحرب إلى خالد بن عرفطة، وجعل على الميمنة جرير بن عبد الله البجلي، وعلى الميسرة قيس بن مكشوح ، فصلى سعد بالناس الظهر ثم خطب الناس فوعظهم وحثهم وتلا قول الله تعالى
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105]، وقرأ القراء آيات الجهاد وسوره، ثم كبر سعد أربعًا، ثم حملوا بعد الرابعة فاقتتلوا حتى كان الليل فتحاجزوا، وقد قتل من الفريقين بشر كثير، ثم أصبحوا إلى مواقفهم، فاقتتلوا يومهم ذلك وعامة ليلتهم، ثم أصبحوا كما أمسوا على مواقفهم، فاقتتلوا حتى أمسوا، ثم اقتتلوا في اليوم الثالث كذلك، وأمست هذه الليلة تسمى ليلة الهرير، فلما أصبح اليوم الرابع اقتتلوا قتالًا شديدًا وقد قاسوا من الفيلة بالنسبة إلى الخيول العربية بسبب نفرتها منها أمرا بليغًا، وقد أباد الصحابة الفيلة ومن عليها، وقلعوا عيونها، وأبلى جماعة من الشجعان في هذه الأيام مثل طليحة الأسدي، وعمرو بن معدي كرب، والقعقاع بن عمرو، وجرير بن عبد الله، وضرار بن الخطاب، وخالد بن عرفطة، وأشكالهم وأضرابهم من الشجعان.
فلما كان وقت الزوال من هذا اليوم ويسمى يوم القادسية، وكان يوم الاثنين من المحرم سنة أربع عشرة من الهجرة، هبت ريح شديدة فرفعت خيام الفرس عن أماكنها، وألقت سرير رستم الذي هو منصوب له، فبادر فركب بغلته، وهرب فأدركه المسلمون فقتلوه وقتلوا الجالينوس مقدم الطلائع القادسية، وانهزمت الفرس ولله الحمد والمنة عن بكرة أبيهم، ولحقهم المسلمون على أقفائهم، فقتل يومئذ المسلسلون بكمالهم وكانوا ثلاثين ألفًا، ربطوا أنفسهم بالسلاسل حتى يصبروا على قتال المسلمين، فقتلهم المسلمون كلهم، وقُتل في المعركة عشرة آلاف، وقتلوا قبل ذلك قريبًا من ذلك.
وقتل من المسلمين في هذا اليوم، وما قبله من الأيام ألفان وخمسمائة رحمهم الله جميعًا، وساق المسلمون خلف المنهزمين حتى دخلوا وراءهم مدينة الملك، وهي المدائن التي فيها الإيوان الكسراوي، وقد غنم المسلمون من وقعة القادسية هذه من الأموال، والسلاح مالا يحد ولا يوصف كثرة، وبعث بالخمس والبشارة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- في المعركة في القصر رجل مسجون على الشراب كان قد حد فيه مرات متعددة، يشرب الخمر وحد فيه يقال سبع مرات، فأمر به سعد فقيد وأودع في القصر فلما رأى هذا الرجل رأى الخيول تجول حول حمى القصر وكان من الشجعان الأبطال، ثم سأل زبراء أم ولد سعد أن تطلقه، وتعيره فرس سعد، وحلف لها أنه يرجع آخر النهار، فيضع رجله في القيد فأطلقته، وركب فرس سعد وخرج فقاتل قتالًا شديدًا، وجعل سعد ينظر إلى فرسه فيعرفها وينكرها ويشبهه بأبي محجن، ولكن يشك لظنه أنه في القصر موثق، فلما كان آخر النهار رجع فوضع رجله في قيدها بعد أن قاتل الكفار وقتلهم، ونزل سعد فوجد فرسه يعرق، فقال: ما هذا ؟ فذكروا له قصة أبي محجن فرضي الله عنه، ورضي عنه سعد، وأطلقه -رضي الله عنهما-.
هكذا هو نصر الإسلام ودحض الكفر والطغيان، هذا هو الجهاد الإسلامي النقي لا يشوبه غدر، ولا خيانة، ولا إخفار للذمم، ولا نهك للعهود، ولا انتحار ولا غير ذلك.
فاللهم انصر دينك ، وأعلي كلمتك، اللهم انصر عبادك الموحدين، ربنا أتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.