- خطبة جمعة : الصبر على جور الأئمة سنة نبوية.
- القاها: الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى.
- المكان: خطبة في يوم 18 جمادى الثاني - عام 1438هـ في مسجد السعيدي.
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله.
أمَّا بعد...
فإنّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، وشرّ الأُمور مُحدثاتها، وكُلَّ مُحدثة بِدعة، وكُلَّ بِدعة ضلالة، وكُلَّ ضلالة في النّار.
أمَّا بعد...
عباد الله، فإن الله تعالى أنزل على العباد شريعةً كاملة، تكفل لهم صلاح الدنيا وسعادة الآخرة،
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى﴾ [طه:123]
، ومما أمر الله –عزَّ وجلَّ- به العباد مما فيه صلاح مجتمعاتهم، واجتماع كلمتهم، وقوة شوكتهم، أن يَسوس الولاة رعاياهم بكتاب الله وسُنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال –عزَّ وجلَّ-:
﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ﴾[المائدة:49]
، وذلك هو العدل الذي أمر الله –عزَّ وجلَّ- به فقال:
﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ﴾[النساء:58]
.
وأمر الرعية أن تسمع وتطيع في المعروف، فقال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء:59]
، وقال -صلى الله عليه وسلم-، مبينًا حدود هذه الطاعة المأمور بها لولاة الأمور:
«إنما الطاعة في المعروف»، فإذا حكم الأئمة بالعدل، وسمعت الرعية وأطاعت، حصل بذلك الخير والسعادة، وقيام مصالح الناس في دينهم ودنياهم، قال –عزَّ وجلَّ-: ﴿
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)﴾ [النور : 55 / 56].
وإذا ضيع أحد الطرفين ما أُمِرَ به، حصل لهم من الاختلال والاضطراب بقدر ما حصل من الولاة من الظلم والجور، وبقدر ما يقع من الرعية من الخروج عن حبل الجماعة وربقتها، لقد كان المسلمون في تاريخهم الأول مثالًا حيًّا للامتثال لهذه التعاليم، فجنوا العاقبة الحميدة، عاشوا العيشة الرغيدة، صدقوا الله فصدقهم ووفوا له فوفاهم ما وعدهم، فأنزل الله عليهم الأمن بعد الخوف، والاجتماع بعد الفرقة، والعزة بعد الذِلة، واستخلفهم في مشارق الأرض ومغاربها، كما هو ظاهرٌ واضح في عصور الخلفاء الراشدين، والعقود التي أعقبتهم.
وحين يقع الخلل من الولاة بالجور، والظلم، والأثرة، دون الرعية بالحظوظ الدنيوية، أو من بعض الرعية بالمكر، والخيانة، والكيد، والخروج على ولاة الأمر، يحصل من الفساد الشيء الكثير، ومن ذلك اختلاف الكلمة وذهاب الأمن والأمان، ومن رحمة الله –عزَّ وجلَّ- أن هذه الشريعة الغراء، لم تغفل عن علاج هذه المشكلة؛ بل عالجتها ووضعتنا أمام التعاليم الكفيلة، بتقليل الشر وتكثير الخير، وتجاوز المحن والسلامة من الفتن، وذلك أن وجهت أهل الحل والعقد وأهل العلم والذكر، بمناصحة ولاة الأمور، وتوجيههم للخير وتنبيههم على الشر، وعدم السكوت عن الباطل، لكن بالطريقة التي لا يترتب عليها زيادة تردي الأوضاع، وهي الطريقة السرية في المناصحة والتوجيه.
ووجهت شريعتنا الغرَّاء الرعية بلزوم الصبر، وإعطاء الولاة حقوقهم من السمع والطاعة في المعروف، وعدم اتخاذ أخطائهم وانحرافهم وسيلة للخروج عليهم، لما يعلمه الله –عزَّ وجلَّ- في ذلك من الفساد الأكبر، والشر الأعظم، الذي يفوق جور الحاكم وظلمه.
أخرج الشيخان عن ابن مسعود –رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«ستكون أثرة وأمور تنكرونها»، قالوا يا رسول الله: فما تأمرنا؟ قال:
«تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم»، يقول النووي- رحمه الله-: "فِيهِ الْحَثّ عَلَى السَّمْع وَالطَّاعَة، وَإِنْ كَانَ الْمُتَوَلِّي ظَالِمًا عَسُوفًا، فَيُعْطَى حَقّه مِنْ الطَّاعَة، وَلَا يُخْرَج عَلَيْهِ وَلَا يُخْلَع؛ بَلْ يُتَضَرَّع إِلَى اللَّه عزَّ وجلَّ- فِي كَشْف أَذَاهُ، وَدَفْع شَرّه وَإِصْلَاحه". انتهى كلامه –رحمه الله-.
كذلك قوله- صلى الله عليه وسلم-:
«ألا من ولي عليه والٍ، فرآه يأتي شيئًا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله تعالى، ولا ينزعن يدًا من طاعة»، وهو نصٌ عنه –عليه الصلاة والسلام- على أن كره المعصية والمنكرات، لا يلزم منه الخروج على الولاة، فنكره المعاصي والظلم ولا نخرج عن ولاة أمورنا من المسلمين وهو ما بايع عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- الصحابة، فعن عبادة بن الصامت –رضي الله عنه- قال: "دعانا النبي –صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، فكان فيمن أخذ علينا أن بايعناه على السمع والطاعة، وفي منشطنا ومكرهنا وعُسرنا ويُسرنا وأثرةٍ علينا، وألا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان".
بل سُئل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن حكام يظلمون الناس، ولا يعطونهم حقهم، فما كان جواب نبينا –صلى الله عليه وسلم-؟ هل قال: اخرجوا؟ هل قال: تظاهروا واعتصموا وثوروا؟ فاستمع معي للوصايا النبوية:
- عن وائلٍ بن حُجرٍ –رضي الله تعالى عنه- قال: "سأل سلمة بن يزيد
الجعفي رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فقال: "يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم، ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه ثم سأله، فأعرض عنه سأله، فأعرض عنه ثم سأله في الثانية أو الثالثة، فجذبه الأشعث بن قيس، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:
«اسمعوا وأطيعوا، فإن ما عليهم ما حُمِّلوا، وعليكم ما حُمِّلتم»".
- وكذلك وصى نبينا –صلى الله عليه وسلم- صحابته، بالصبر على جور
الأئمة، ففي حديث حذيفة –رضي الله عنه- قال: "قلتُ: يا رسول الله إنَّا كنَّا بشرٍّ فجاء الله بخيرٍ فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال:
«نعم»، قلت: هل وراء هذا الشر من خير؟ قال:
«نعم»، قلت: كيف؟ قال:
«يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسُنتِّي وسيقوم فيهم رجالٌ قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس»، قال: قلتُ كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال:
«تسمع وتطيع، تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع»"، رواه الإمام مسلم.
وهي كذلك وصاية صحابة النبي –صلى الله عليه وسلم-، الذين لا يألون جهدًا في النصح لهذه الأمة، وإرشادهم لما فيه صلاح دنياهم وآخرتهم؛ لذلك قرروا هذا الأصل، وأوصوا به من بعدهم، وعملوا به في حياتهم، فعن سويد بن غفلة، قال: قال لي عمر بن الخطاب –رضي الله تعالى عنه-: "لعلك أن تُخلَّف بعدي فأطع الإمام وإن كان عبدًا حبشيًا، وإن ضربك فاصبر،وإن حرمك فاصبر، وإن دعاك إلى أمرٍ منقصةٍ في دينك، فقل: سمعًا وطاعة، دمي دون ديني، ولا تفارق الجماعة"، هذه هي وصية عمر –رضي الله تعالى عنه-.
وقال حذيفة –رضي الله تعالى عنه-: "من فارق الجماعة واستذل الإمارة، لقي الله ولا حجة له عنده"، وعن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: "إيَّاكم ولعن الولاة، فإن لعنهم الحالقة، وبغضهم العاقرة" أي: تحلقوا الدِّين، قيل: "يا أبي الدرداء فكيف نصنع، إذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال: اصبروا فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت".
هذه هي شريعتنا فلنتمسك بها، ولا نأخذ ديننا وطريقة تعاملنا مع ولاة أمورنا من الغرب الكافر، أو من الجهلاء وأهل الأهواء بعمل المظاهرات، أو الاعتصامات، أو الخروج عن الولاة بالكلمة أو الفعل، فكل ذلك مما لا يجوز، فهي تجر على المسلمين الويلات والفتن، وما نسمعه الآن من مفاسد حصلت في بعض بلاد المسلمين ليؤكد حرمة هذا الفعل، فهو يجر قتل الأبرياء والتعرض لأعراضهم وأموالهم ودينهم، فليس أبدًا من الشرع أن تتم المطالبة بهذا الإصلاحات، بهذه الطريقة الهمجية المسماة بالمظاهرات، أو الخروج على الولاة، إنَّما يكون هذا بالسبيل الشرعي المتمثل في مناصحة من ولاه الله الأمر، من ولاه الله الأمر قدرًا من أصحاب القوة والسلطان، مع الدعاء لهم بالصلاح والتوثيق والهدى والصبر عليهم مع جمع كلمة المسلمين، والقضاء على أسباب الفتن وهذا التناصح يكون عن طريق المشافهة معهم، لمن عنده القدرة على الاتصال بهم، أو عن طريق المراسلة إليهم بالخاصة، كما دلت عليه النصوص الشرعية وأقوال السلف المرعية.
قال –صلى الله عليه وسلم-:
«من أراد أن ينصح لسلطانٍ بأمرٍ فلا يبدِ له علانية، ولكن يأخذ بيده، فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له»، وقال سعيد بن جمهان للصحابي الجليل عبد الله بن أبي أوفى –رضي الله تعالى عنه-: "فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم، قال: فتناول يدي فغمزه بيده غمزةً شديدة، ثم قال: ويحك يا ابن جمهان، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فأته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك، وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه".
هكذا هي الوصايا، وهذا هو العلم والسُّنَّة، وما سوى ذالك فوسواس الشياطين، ونداءات الطامعين الراغبين في الدنيا، على حساب الشعب الشباب والأمن والأمان، يزجون الشباب في وديان الفتن والخروج، فإذا نجحوا ركبوا الموجة واستولوا على الثمرة العفنة، وإذا فشلوا كان الضحية هم الناس والشباب والرعية، الذين تبعوهم وأخذوا يصيحون معهم، أقول ما تسمعوا، واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبع هداه.
أمَّا بعد...
عباد الله، فقد سمعنا آنفًا التوجيهات النبوية الكريمة، بوجوب إعطاء الحاكم حقه من السمع والطاعة، وإن ظلم وأتى بالأمور المنكرة، وهذا التوجيه ليس معناه رضا الشرع بظلم الحاكم ولا إقراره على جوره، وتضييقه على رعيته، وإنَّما المقصود من ذلك تُحمُّل المفسدة الصغرى، حتى لا تقع المفاسد الكبرى، والحفاظ على المصالح المتاحة الموجودة، حتى لا تعصفَ بها الفتن، فتذهب ثم لا تعود، مع النصح والتوجيه، ومحاولة درء الظلم ورده بالطريقة الشرعية النبوية السرية، دون إحداث مفاسد أكبر، ومثل ذلك التوجيه قوله – عليه الصلاة والسلام-:
«فاصبروا حتى تلقوني على الحوض»، قال ذلك، بعد أن قال:
«إنكم ستلقون بعدي أثرة». أي: استئثارًا في الحقوق وظلمًا للرعية.
وقال في وصيته لحذيفة-رضي الله تعالى عنه-:
«تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع»، قالها بعد إن ذكر أئمة لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسُنَّته، فأمر بالصبر واحتمال ذلك الجور، والصبر لا يأتي إلا بخير، ﴿
إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾[يوسف:90]
.
وأمَّا الطريقة الجاهلية، التي تقوم على الدعوة إلى الاحتجاج العلني، والعصيان المدني، والمظاهرات الفوضوية، وإتلاف الممتلكات، والتعدي على الأمن ورجاله، والمنافع العامة، فليست من الإسلام في شيء، فعلى المسلم أن يتقى الله تعالى، وأن يحكم دين الله –عزَّ وجلَّ- في نفسه، كما يطلب من غيره ذلك، فإن الحكم بما أنزل الله فرضٌ محتمٌ حتى في طريقة إنكار المنكر على الحكام، وللأسف تجد أناسًا ما كفاهم مخالفة هذه النصوص الشرعية الكثيرة، ووصايا الأئمة وإجماعهم؛ بل تجرؤوا بالاستهزاء بسُنَّة النبي –صل الله عليه وسلم- وتوجيهاته، فأخذوا يستهزؤون بالصبر على جور الولاة، والضحك بقولهم: جماعة
«اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك»، الذي قال هذه الكلمة، هو الرءوف بأمته –صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى
﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾[النجم:4]
.
والاستهزاء بالسُّنَّة أمرٌ خطيرٌ وعظيم؛ بل أخذوا يكذبون على أهل العلم والسُّنَّة، فيتهمونهم بأنهم يرون أن الطاعة للولاة طاعةً مطلقة في الحلال والحرام، حتى في الرضا بانتهاك الأعراض، وهذا من أعظم الزور والبهتان، فللطاعة في الشريعة ضوابط وتكون بالمعروف.
ولتعلموا عباد الله، أن من يسلك هذا المسلك الخارجي، إنمَّا يظهر شعار الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خداعًا وكذبًا يغش به المخدوعين الجهلاء، ويزخرف قوله؛ ليلتبس على الناس، وهذه طريقتهم من القديم، فما خرج خارجيٌ إلا بداعي الإصلاح والعدل وتظهر الحقيقة بعد ذلك، إنها للدنيا وللجاه والمناصب وطلبًا للحكم لا غيره، وهذا ما يشهد به التاريخ في القديم والحديث، يكون شعارهم في بداية خروجهم التحكيم بالشريعة وشرع الله، ثم بعد ذلك ينادون بالديمقراطية وأنت تكون الدولة مدنيةٌ لا دينية.
أمَّا أهل السُّنَّة فهم ثابتون على الوصايا النبوية والتوجيهات السلفية، من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام، لا تغرهم المظاهر ولا تغرهم الدنيا، يسعون لإصلاح الراعي والرعية ويعتقدون أن الأسلوب الوحيد للإصلاح هو ما شرعه الله، وشرعه نبيه –صلى الله عليه وسلم-، وأجمع عليه أهل السُّنَّة مما ذكرنا سابقًا، فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
يقول –عزَّ وجلَّ-:
﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[النساء:65]، اللهم أصلحنا وأصلح ولاة أمورنا، اللهم أصلحنا وأصلح ولاة أمورنا، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير، وتعينهم عليه يا رب العالمين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، ﴿
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[البقرة:201].
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.