نصرة النبي ﷺ وبيان شيء من دين الهندوس
نصرة النبي ﷺ وبيان شيء من دين الهندوس
  | 2203   |   طباعة الصفحة


  • خطبة بعنوان: نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وبيان شيء من دين الهندوس.
  • ألقاها لشيخ الدكتور: خالد بن ضحوي الظفيري - حفظه الله تعالى.
  • المكان: خطبة في يوم 18 ذي القعدة 1443هـ في مسجد السعدي بالجهرا.
 
 
  • الخطبة الأولى:
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
  • عباد الله:
إن لرسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- مكانةً عظيمة، ومنزلةً رفيعة لم يبلغها أحدٌ من الخلق فهو سيد ولد آدم يوم القيامة، آدمُ ومن دونه تحت لوائه –صلى الله عليه وسلم-، ولقد أوتي الشفاعة العظمى التي اعتذر عنها ألوا العزم من الرسل, والتي اختصه الله وآثره بها على العالمين, ولقد كرمه ربه -عز وجل-، واختصه بمكرمات جزيلة لم يعطها لأحدٍ من قبله من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-، وكلهم له منزلةً رفيعةٌ عند ربه, فعن أبي هريرة: أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (فضلت على الأنبياء بستٍ؛ أعطيت جوامع الكلم, ونصرة بالرعب، وأحلت لي الغنائم, وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورا, وأرسلت إلى الخلق كافة, وختم بي النبيون) رواه مسلم, وفي حديث جابرٍ: (وأعطيت الشفاعة) متفقٌ عليه. وقال تعالى في بيان منزلته صلى الله عليه وسلم وصفاته الكريمة: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾، وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- أكرم الناس خُلُقًا ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، قالت عائشة: كان خلقه القرآن، ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾، وعن عبد الله ابن عمرو –رضي الله عنه- قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا، وكان يقول: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا)، وعن أبي سعيدٍ الخدري –رضي الله عنه- قال: كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أشد حياءً من العذراء في خدرها، وعن أنس –رضي الله عنه- قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقا. كما كان كاملًا في شجاعته –عليه الصلاة والسلام-، فعن أنس ابن مالك –رضي الله عنه- قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، وكذلك كان -عليه الصلاة والسلام- أعلم الناس بالله، وأشدهم له خشية كما في حديث أنس –رضي الله عنه- قال: قال النبي -عليه الصلاة والسلام: (أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له) رواه البخاري. فرسولنا –صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الرسل, له فضائل كثيرة ومحاسن عديدة، بشّر به الرسل من قبله، وجاء ذكره في التوراة والإنجيل، وإن له علينا -صلى الله عليه وسلم- حقوقًا كثيرة، فمن حقوقه طاعته واتباعه، واتباع ما جاء به من عند الله، والإيمان به، وأنه رسول الله حقًا أرسله الله إلى الإنس والجن بشيرًا ونذيرا، والإيمان بعصمته فيما بلغه عن ربه، وأنه خاتم النبيين، وأنه قد بلغ رسالته على أكمل الوجوه، ومن حقوقه وجوب نصرته، وتوقيره، والتأدب معه -عليه الصلاة والسلام-، وألا نرضى عليه السوء، ونبغض كل من يتعرض له أو يسبه ولو كان أقرب قريبٍ، ومن حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم على الأمة الاحتكام إليه في كل أمرٍ يختلفون فيه من العقائد والأخلاق والعبادات والمعاملات وسائر شؤون الحياة، ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم وجوب محبته أكثر من النفس والمال والولد والناس أجمعين، ومن حقوقه –صلى الله عليه وسلم- على أمته أن يصلوا، ويسلموا عليه كما أمرهم بذلك ربهم ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، ومن حقوقه –صلى الله عليه وسلم- على الأمة الإسلامية احترام أصحابه، وأهل بيته، وزوجاته، وموالاتهم، وبيان فضائلهم، ومزاياهم العظيمة والذبّ عن أعراضهم، وبغض من يتعرض لصحابته الكرام أو أحدٍ منهم، فحقوق المصطفى علينا كثيرة فأدوها عباد الله على أكمل الوجوه، واجتهدوا في ذلك، لتكونوا من أهل السعادة في الدنيا والآخرة. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
  • الخطبة الثانية
الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ رَبُّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.
  • أَمَّا بَعْدُ:
فإن الناظر في حال الكفار من اليهود والنصارى والهندوس وغيرهم من ملل الكفر يجدهم ممن يبغضون ديننا أشد البغض، ويكرهون رسولنا أشدّ الكراهية، فهم يطعنون في ربنا وديننا ورسولنا ليل نهار لا يوقفهم شيء عن ذلك، وما ظهر من استهزاء الهندوس برسول الله في هذه الأيام ليس هو بشيء جديد بل هم على هذا، ويتدينون بذلك، ويبغضوننا، ويبغضون ديننا، ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ﴾، ويقول -عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾. وديننا -ولله الحمد- هو الدين الحق الذي من سلك غيره كان من أهل النار، ونبينا أكمل الأنبياء وسيد الرسل حاز المفاخر كلها، وكملت عنده الأخلاق جميعها، ثم يأتي هؤلاء الهندوس ويطعنون في ديننا ونبينا ، ودينهم قائم على عبادة الأشجار والأحجار والقرود والفئران والفروج والأبقار بل إلى عبادة كل شيء، ودينهم قائم على الطبقية والعصبية وكل طبقة تحتقر التي تحتها، فالطبقة الرابعة والأخيرة عندهم يحتقرونها أشد الاحتقار وهي من يسمونهم (المنبوذين)، ليس لهم عمل إلا خدمة بقية الطبقات، وزعموا أنهم خلقوا من رِجْل الإله. لا يؤمنون بحساب ولا جنة ولا نار، يعتقدون أن أرواح موتاهم تتناسخ وتنتقل إلى إنسان آخر أو حيوان أو حشرة أو غيرها بحسب عمله. يُكرمون أبقارهم بدفنها إذا ماتت ضمن مراسيم معينة بينما الإنسان يحرقونه، إن هذا لمن نكسة العقل حقاً. والمرأة التي يموت عنها زوجها عندهم لا تتزوج بعده، بل تعيش في شقاء دائم، وتكون موضعاً للإهانات والتجريح، وتكون في مرتبة أقل من مرتبة الخادم، وقد تحرق المرأة نفسها إثر وفاة زوجها تفادياً للعذاب المتوقع الذي ستعيش فيه. هذا شيء من دين هؤلاء الحاقدين على الإسلام والمسلمين.
  • عباد الله:
إن نصرة النبي بالرجوع إلى دينه والتمسك بهديه وسنته، فبذلك تعود لكم عزتكم، وترجع لكم هيبتكم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله : (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).