الحذر من مشابهة الكفار في أعيادهم وعباداتهم
الحذر من مشابهة الكفار في أعيادهم وعباداتهم
  | 3906   |   طباعة الصفحة


  • خطبة بعنوان: الحذر من مشابهة الكفار في أعيادهم وعباداتهم (عيد الحب واليوغا).
  • ألقاها لشيخ الدكتور: خالد بن ضحوي الظفيري - حفظه الله تعالى.
  • المكان: خطبة في يوم 10 رجب 1443هـ في مسجد السعدي بالجهرا.

 
  • الخطبة الأولى:
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( [آل عمران:102].
  • أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَعَزَّنَا بِالْإِسْلَام، وَجَعَلَنَا مِنْ أَتْبَاعِ سَيِّدِ الأَنَامِ ، فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَى اللَّهِ رَفَعَ اللَّهُ قَدْرَهُ وَأَعْلَى ذِكْرَهُ وَأَعَزَّ شَأْنَهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ أَذَلَّهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ )وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ (  [المنافقون:8]، وَقَالَ تَعَالَى: ] وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ  ( [آل عمران:139 ]. فَلَا يَحْتَاجُ الْعَبْدُ إِلَى أَنْ يَلْتَفِتَ فِي ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ إِلَى غَيْرِ هَذَا الدِّينِ الْكَامِلِ فِي عَقِيدَتِهِ وَأَخْلَاقِهِ، وَفِي مُعَامَلَاتِهِ وَعِبَادَاتِهِ؛)  مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ( [فاطر: 10]، وَقَالَ الْخَلِيفَةُ الرَّاشِدُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ t: (إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللهُ بِالإِسْلَامِ، فَمَهْمَا نَطْلُبِ الْعِزَّ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللهُ) [رَوَاهُ الحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ].
  • عِبَادَ اللهِ:
وَإِنَّ مِنْ مَظَاهِرِ عِزَّةِ الْإِسْلَامِ وَتَمَيُّزِهِ عَنْ بَقِيَّةِ الْأَدْيَانِ: تَرْكَ التَّشَبُّهِ بِأَعْدَاءِ الدِّينِ مِنَ الْكُفَّارِ وَأَهْلِ الشِّرْكِ وَالْوَثَنِيِّينَ فِيمَا يَخْتَصُّونَ بِهِ  مِنَ الِاعْتِقَادَاتِ وَالْأَعْمَالِ وَالظَّوَاهِرِ والأخلاق وَالْأَقْوَالِ؛ فَكَانَتْ مُخَالَفَةُ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْوَاجِبَاتِ الْعِظَامِ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ، غَفَلَ عَنْهَا كَثِيرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُتِنُوا بِعَادَاتِ الْكُفَّارِ الْمُخَالِفَةِ لِلْإِسْلَامِ، وَبِلِبَاسِهِمُ الَّذِي اخْتُصُّوا بِه، وَبِهَيْئَتِهِمُ الَّتِي لَا تَمُتُّ إِلَى هَيْئَةِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ بِصِلَةٍ، فَجَرَّهُمْ ذَلِكَ إِلَى تَقْلِيدِهِمْ فِي بَعْضِ عَقَائِدِهِمُ الْكُفْرِيَّةِ، وَأَخْلَاقِهِمُ الدَّنِيَّةِ، وَأَعْيَادِهِمْ وَاحْتِفَالَاتِهِمُ الَّتِي هِيَ مِنْ دِينِهِمْ وَمُعْتَقَدَاتِهِمُ الْكُفْرِيَّةِ؛ قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: (فَالْمُشَابَهَةُ وَالْمُشَاكَلَةُ فِي الْأُمُورِ الظَّاهِرَةِ، تُوجِبُ مُشَابَهَةً وَمُشَاكَلَةً فِي الْأُمُورِ الْبَاطِنَةِ عَلَى وَجْهِ الْمُسَارَقَةِ وَالتَّدْرِيجِ الْخَفِيِّ).
  • عِبَادَ اللهِ:
حين يجهل المسلم حقيقة ما يدعو إليه دينه من الكمال، وما فيه من المحاسن والجمال، في الاعتقادات والأخلاق والأعمال، فإنه ينهزم أمام ما جاء به الغرب ويقف منبهراً بما يقدمونه من العادات والأخلاق والمبادئ المليئة بالكفر والطعن في الله تعالى والداعية إلى الرذيلة وإلى الأخلاق الدنيئة، وحين لا يَعرف المسلم حقيقة هذه العادات، ولا ما تتضمنه من الاعتقادات، يظن أنها مجرد حركات أو أعياد ومناسبات، وحقيقة الأمر أنه شابههم في الكفر ومظاهره، ووافقهم في أفعالهم وطقوسهم، فعلى المسلم التنبه والاهتمام ومعرفة بواطن الأمور وظواهرها، ليسلم له دينه، فما شيء أعز على المسلم من دينه وسلامته مما يغضب الله تعالى، وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ وَاقِعٌ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِمَّا يُوجِبُ زِيَادَةَ الْخَوْفِ وَالْحَذَرِ مِنَ التَّشَبُّهِ بِالْكُفَّارِ؛ فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟، قَالَ «فَمَنْ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
  • عِبَادَ اللهِ:
ها نحن نسمع بين الحين والآخر ونرى شيئًا من هذه المظاهر، مما يقع فيه بعض الغافلين، ويسلكه بعض الجاهلين، ومن ذلك ما سنراه بعد أيام مما يسمى بعيد الحب في منتصف شهر فبراير، سموه عيد الحب وهو في الحقيقة عيد الخنا والرذيلة والعهر، ينشرون الرذائل في أثواب الفضائل،  وحقيقة هذا العيد النصراني الوثني هو: أن الإمبراطور كلايديس الثاني أصدر قرارًا بمنع الزواج على الجنود، وكان رجلٌ نصرانيٌ راهب يدعى (فالنتاين) تصدى لهذا القرار، فكان يبرم عقود الزواج خُفيةَ، فلما افتُضح أمرُه حُكم عليه بالإعدام، وفي السجن وقع في حب ابنة السجّان، وكان هذا سرًّا لأنَّ شريعة النصارى تحرّم على القساوسة والرهبان الزواج وإقامة علاقات عاطفية، ولكن شفع له لديهم ثباتُه على النصرانية المحرفة، حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفوَ عنه على أن يترك النصرانية ويعبُد آلهة الرومان، ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أنه رفض هذا العرض وآثر النصرانية، فأُعدم يوم 14 فبراير عام 270ميلادي، ومن ذلك الحين أطلق عليه لقب القديس فلنتاين، وبعدما انتشرت النصرانية في أوربا أصبح العيد يوم 14 فبراير، وسُمي بعيد القديس فالنتاين، إحياءً لذكراه، لأنه فدى النصرانية بروحه، هذا هو اليوم الذي يحتفل به من يتشبه بالنصارى من غير أن يشعر، وترى في الأسواق الورود والثياب الحمراء تباع في هذه المناسبة، فما أقبح التشبه بهذا النصراني، وما أسوء إحياءَ ذكراه من بعض المسلمين، أين غيرتك على دينك؟! وأين عزتك بأخلاقك وعفتك وطهرك؟!. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
  • الخطبة الثانية
الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
  • أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ -عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَمَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَنَصَرَهُ وَكَفَاهُ.
  • عِبَادَ اللهِ:
لقد نهانا الله تعالى عن التشبه بجميع أعداء الإسلام وخصوصا فيما يكون من صلب عقائدهم وطقوسهم التعبدية، ومن ذلك ما يسمى (باليوغا) فقد وقع فيه اللغط وحاول بعض الجهلاء إظهاره على أنه تأمل وحركات فقط، وحقيقة الأمر أن هذه الرياضية هي عبادة هندوسية، والغرض منها عندهم هو إنهاء تجوال الروح واتحادها بالرب، وهي ومبناها على إنكار البعث والجزاء، وتناسخ الأرواح وتنقلها بعد موتها إلى أجساد أخرى، وذلك عن طريق التأمل وبحركات خاصة، وأنتم تعلمون حقد الهندوس على المسلمين وتقتيلهم لهم وتعذيبهم، ونحن وللأسف منا من يتشبه بهم وبطقوسهم، ومن يتشبه بهم فعله دائر بين الحرمة إن كان لا يقصد التعبد لأنه من التشبه، وبين الكفر إن كان يقصد التعبد بها على الديانة الهندسية.
  • عِبَادَ اللهِ:
أعيادنا موجودة وديننا دين المحبة والمودة والرحمة، والرياضات المباحة متنوعة، فلم نعطي الدنيَّة في ديننا، ونرضى بما يغضب ربنا، فتنبهوا إلى مكر أعداء الدين، وسعيهم في نشر أفكار الملحدين وأخلاق المفسدين، فاللهم ثبتنا على دينك، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.