- العنوان: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا.
- القاها: الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى.
- المكان: خطبة جمعة ألقاها 6 ذو القعدة عام 1436هـ في مسجد السعيدي بالجهراء.
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أما بعد،،، فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار أما بعد،،،
عباد الله، فإن الذنوب العظيمة، والكبائر الموبقات، متعدداتٌ قد ذكرها الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه، ونبه عليها نبينا -صلى الله عليه وسلم- وحذَّر منها، فإن من أعظم الذنوب، بعد الشرك والقتل، جريمة الزنا -عافانا الله وإياكم-، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان:68-70]
وكما في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "سألتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الذنب أعظم؟ قال: «
الشرك بالله». قلت: ثم أي؟ قال: «
أنت تقتل ولدك خشية أن يطعم معك»
. قلت: ثم أي؟ قال: «
أن تزاني حليلة جارك»" متفق عليه.
وذلك لما يترتب عليه من المفاسد العاجلة والآجلة، في الدنيا والآخرة، والعقوبات الخاصة والعامة.
ولما كان الدافع إلى الزنا -عافانا الله وإياكم- قويًا لقوة الميل الطبيعي، من الرجل إلى المرأة، ومن المرأة إلى الرجل، حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «
ما تركت بعدي فتنة، أضر على الرجال من النساء، ولا من النساء على الرجال»
. ولما كان الشيطان، يجري من ابن آدم مجرى الدم، جاءت الشريعة بالتدابير الحكيمة الواقية، من فاحشة الزنا، التدابير التي متى ما حرص عليها المجتمع المسلم، ندَّرَ فيه وقوعه نُدرة كبيرة، ومتى ما فرط فيه المجتمع المسلم، فشت فيه هذه الفاحشةُ في أوساطه، وانتشرت -نعوذ بالله من أسباب سخطه-.
فمن تلك التدابير:
الأمر بغض البصر يقول -عزَّ وجلَّ-: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور:30-31]
يقول ابن كثير -رحمه الله تعالى-: (هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين، أن يغضوا من أبصارهم، عمَّا حرَّم الله -عزَّ وجلَّ- عليهم، فلا ينظروا إلا لما أباح لهم النظر إليه، وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على محرم من غير قصد، فليصرف بصره عنه سريعا كما رواه مسلم، في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال: "سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن نظرة الفجأة، فأمرني أن أصرف بصري").
يقول الله -عزَّ وجلَّ-:﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر:19]
يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسيرها: "هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تمُرُ به وبهم المرأة الحسناء، فإن غَفِلُوا لَحَظَ إليها، فإن فَطَنُوا غَضَّ بَصَرَهُ عنها، فإذا غَفَلُوا لَحَظ، فإذا فَطَنُوا غَضَّ".
وروى أبو داود عن عبد الله بن بُرَيْدَةَ عن أبيه قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «
لا تتبع النظرة النظرةَ، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة»
.
وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «
لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يُفْضِي الرجلُ إلى الرجلِ في ثوبٍ واحد، ولا تُفْضِي المرأةُ إلى المرأةِ في الثوب الواحد» رواه مسلم.
وإذا نهى عن النظر عن العورات، مع اتحاد الجنس، فالنهيُ عن النظر إلى عورة الجنس الآخر، أولى بالنهي و آكدُ في التحريم.
إن النظر العمد إلى الحرام، هو بوابه الولوج إلى الفاحشة، حتى سمى ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، نظر العين زنا؛ لأنه طريقٌ إليه، فمن أطلق بصره عرَّض نفسه للخطر، ومن حفِظَ بصرهُ سدَّ طريق باب الفتن، على نفسه، وأعقبه الله -عزَّ وجلَّ- لذة إيمان، وقوةَ قلبٍ، ونورًا فيه وفي وجهه، وقد جاءت آية النور بعد آيات الأمر بغضِّ البصر، فاستنبط منها بعض أهل العلم، أنَّ غضَّ البصر من أعظمِ أسباب حصول نور الإيمان في قلب العبد، ولاشك أنَّ نور الإيمان، إنما يُقْذَفُ في قلب من فعل الأوامر، واجتنب النواهي،
ومن جملة ذلك: غضُّ البصر، والكف عن إطلاقه في الحرام.
ومن التدابير الواقية من الزنا: النهي عن الخلوة بالمرأة الأجنبية، وذلك أن الشيطان يحضر بينهم، فيُزَيِّنُ لهم المُنْكَر، من قولٍ أو لمسٍ أو مواعدةٍ ونحو ذلك مما يُسخط الله، ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «
لا يَخْلُوَنَّ أحدكم بامرأةٍ، إلا مع ذي محرم» متفق عليه.
ولما كان بعض الناس، يُشددُ في منع دخول الأجانب على أهله، لكنه في الوقت نفسه، يتساهلُ في دخول أقاربه على أهله، بحكم الثقةِ والعادات والمجاملات، نبه النبي -صلى الله عليه وسلم- على خطورة دخولهم، ولو كانوا من أقاربه من غير محارمه والخلوة بالنساء، كإخوانه وبني عمه، وذلك أن الحذر قد يُؤْتَى من المأمن، وكلما بعدت الشبهة، كلما زين الشيطان أكثر، فعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «
إياكم والدخول على النساء» فقال رجل من الأنصار: "أفرأيت الحمو؟" قال: «
الحمو الموت»" متفق عليه.
وإنما شبههُ بالموت؛ لعِظَم خطره، وكذلك يتساهلُ الناس، في الخلوة بين الرجل، وخطيبته التي ما عقد عليها، وهذا أمرٌ محرم، فمادام لم يعقد عليها بعد، فإنها امرأةٌ أجنبية عليه، فلينتبه أولياء الأمور لمثل هذا.
ومن التدابير الواقية من الزنا في الشريعة الإسلامية: تحريم مسِّ المرأة الأجنبية؛ لأن المسَّ من أعظم دواعي الغريزة وإثارتها، فعن معقل بن يسار -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «
لأن يُطْعَنَ في رأس أحدكم بمِخْيَطٍ من حديدٍ، خيرٌ له من أن يمسَّ امرأة لا تحل له»" رواه الطبراني.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أتقى الناس لله، وأعلمهم بالله، وأَخْوَفُهُم منه، كان لا يصافح النساء، ولا في البيعة التي من شأنها التصافح، تأكيدًا للعهد وتوثيقًا للعقد. قالت عائشة -رضي الله عنها-: "وما مست يده -صلى الله عليه وسلم- يد امرأةٍ قَطْ، إلا امرأةً يملِكُها" رواه البخاري ومسلم. وفي لفظٍ لمسلم: "والله ما مست يد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يد امرأةً قَطْ، غير أنه يبايعهُنَّ بالكلام".
وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: «
إني لا أصافح النساء».
ومن التدابير الواقية من الزنا في الشريعة الإسلامية: نهيُ المرأة أن تُسافر إلا مع ذي محرم، ففي الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «
لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجلٌ، إلا ومعها ذو محرم». فكل سفر تُسافرهُ المرأة، لزيارةٍ، أو سياحةٍ أو دراسةٍ أو حجٍ أو عمرة، يلزمها لزومًا شرعيًا، أن يكون معها ذو محرم منها، سواءٌ كان سفرها بوسيلة نقلٍ حديثة، أو قديمة.
ومنها: نهيُ المرأة، عن التبرجِ والسُفور والخُضوع في القول، والخروج من بيتها لغير حاجة، وضربها برجلها ليظهر صوتُ خلخالها وزينتها، يقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾ [الأحزاب:32-33].
وقال -عزَّ وجلَّ-: ﴿وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾ [النور:31]
ومن التدابير الواقية -عباد الله-: ما كان يحرص عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، من الفصل بين الرجال والنساء، في العبادة والتعليم، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُرَغِّب النساء في الصلاة في بيوتهنَّ، وإذا حضرنَّ المسجد أقامهُنَّ من وراء الرجال، فكُنَّ في مؤخر المسجد.
وفي التعليم واعدهُنَّ يومًا يجتمعنَّ فيه دون الرجال، فيأتيهنَّ ويعلموهنَّ مما علمه الله. وذلك أن الخلطة الدائمة بين الرجال والنساء، تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وهذا بحمد الله، مما لا يخفَى خطره، وضرره على كل مُنْصِفٍ عاقل.
ومن التدابير الواقية من الزنا -عباد الله-: أن تُحِبَ لأخيك، ما تحب لنفسك، وأن تعلم أنه، كما تَدِينُ تُدان، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل الذي جاءه يستأذنه في الزنا قال: «
أترضاه لأمك؟! أترضاهُ لأختك؟!» فوعى الرجل، ثم طلب النبي -صلى الله عليه وسلم- الدعاء له بالعفاف.
فكيف ترضاه على أعراض الناس؟! وأعلم أنه كما قال الشافعي -رحمه الله تعالى-: "من يزني يزنا به ولو بجداره" فكما تدين -يا عبد الله- يدان لك.
ومن التدابير الواقية: المبادرةُ إلى الزواج، وإعانة الشباب على ذلك، بتخفيفِ المهر، وتكاليف الزواج، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: «
يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصنُ للفَرْج وأغضُّ للبصر».
ومن أعظم الأمور التي تقيك الوقوع في الفاحشة: الالتجاء إلى الله -عزَّ وجلَّ- بالدعاء، بحفظ الأعراض، وإحصان النفس، وحفظ الأهل والزوجة والولد.
اللهم احفظ أعراضنا. اللهم استر علينا في الدنيا والآخرة. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنبٍ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبع هداه، أما بعد،،،
عباد الله،
فمن التدابير الشرعية كذلك الواقية من فاحشة الزنا: ما جاءت به الشريعة، من الأمر بالعبادة، ولاسيما الصلاة، فإن المحافظة عليها، وإقامتها بحضور قلبٍ، تمنع من الفحشاء والمنكر، والوعيد على الفاحشة بالعقوبات المتنوعة في الدنيا والآخرة، مما جاء في الكتاب والسنة، ومن الزواجر التي، قُصِدَ بها ردع النفوس عن الاقتحام في أوحالها، ومن الزواجر العامة، والتدابير الواقية من المعاصي كلها، ما نصت عليه النصوص، في الكتاب والسنة، الدالة على أن الله سميع بصير، يعلم الغيب، كما يعلم الشهادة، مطلعٌ على أحوال عباده، مهما قطَعوا الأسباب، وغلَّقوا الأبواب، واستخفوا عن عيون الخلائق، فلا يغنيهم ذلك من الله شيئا، فهو مطلعٌ عليهم، بعلمه وسمعه وبصره، وملائكته تدوِّن عليهم، والأرض التي تحتهم، سيأتي اليوم الذي تتحدث فيه بأخبارهم، وأعضاؤهم التي عصوا الله -عزَّ وجلَّ- بها، ستنطق وتخبر بآثارهم وأفعالهم، فأين المهرب؟ وأين الملجأ؟ إلا بالبُعد عن الحرام، والتوبة الصادقة مما سبق من الفواحش والآثام.
عباد الله، إن الله لما أمر بغض البصر، ختم الآية بقوله: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور:31]
فأمر بالتوبة، ووعد التائبين بالفلاح، ومناسبة ختام الآية بالأمر بالتوبة، علِم الله بضعف عبده وأمته، وأنه لابد أن يحصل منه تفريطٌ، ولو بعينه، فذَكَّرَهُ بالتوبة والإنابة، ومسارعة الرجوع إليه، قبل فوات الأوان، فيكون من الخاسرين، ولا تنتظروا عباد الله، ولا تنتظروا عباد الله، عذاب الله -عزَّ وجلَّ-، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «
إذا ظهر الزنا والربا، في قريةٍ، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله».
عباد الله، من الأمور التي يجب التنبه لها، ويتساهل بها بعض الناس، ألا وهي: الزواج بدون ولي، فإن هذا نكاحٌ باطلٌ، ولا يجوز التساهل فيه، ولو بلغت المرأة ما بلغت من العمر، فلا يصح النكاح والزواج، إلا بوجود وليٍ وشاهدي عدل، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «
لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل». وكانت عائشة -رضي الله عنها- تقول: "قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «
أيُما امرأة نكحت بغير إذن وليها، فناكحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل»".
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفِر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار. اللهم استرنا، واستر أولادنا وأهلنا وأزواجنا. اللهم احفظنا واحفظ أعراضنا يارب العالمين. اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم إنا نعوذ بك من السوء والفحشاء والمنكر. اللهم إنا نعوذ بك من الغلاء والربا والوباء والزنا. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات وصلى الله وسلم على نبينا محمد.