توحيد الأسماء والصفات
توحيد الأسماء والصفات
  | , 5045   |   طباعة الصفحة


  • العنوان: توحيد الأسماء والصفات
  • ألقاها: الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى
  • المكان: خطبة جمعة في مسجد السعيدي بالجهراء 15 ذي القعدة 1434هـ

 

خطبة بعنوان : توحيد الأسماء والصفات

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد –صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أما بعد: عباد الله، فإن الإيمان بأسماء الله وصفاته أحد أركان الإيمان بالله تعالى، وأحد أقسام التوحيد الثلاثة، التي لا يتم إسلام المرء إلا بالإيمان به والإقرار به؛ فمنزلته في الدين عالية، وأهميته عظيمة، ولا يمكن لأحد أن يعبد الله على الوجه الأكمل حتى يكون على علم بأسماء الله –تعالى- وصفاته، ليعبده على بصيرة. ومعنى الإيمان بأسماء الله وصفاته أن تثبت ما أثبته الله –عز وجل- لنفسه، وأثبته له رسوله –صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، وتنفي ما نفاه الله عن نفسه، ونفاه عنه رسوله –صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، من غير تحريف، فتفسرها بغير تفسيرها، وتحرفها عن معناها، ومن غير تعطيل، فتنفي صفات الله، وتنكر قيامها بذاته  –تعالى-، ومن غير تكييف ولا تمثيل، فتشبه صفات الله بصفات أحد من خلقه كائنًا من كان، فلله المثل الأعلى –سبحانه وتعالى-. فيؤمن أهل السنة بأن الله ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، فالله –عز وجل- لا ند له، ولا يقاس بخلقه، وقد خاطبنا الله –عز وجل- في كتابه بلسان عربي مبين، وحدثنا رسوله –صلى الله عليه وسلم- بلغتنا التي يفهمها كل عربي، فلا لبس فيها ولا تعمية ولا كتمان، وتركنا على المحجة البيضاء، وأتم علينا النعمة، وأكمل لنا الدين. ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- أفصح وأنصح وأعلم الناس، والله –عز وجل- أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلًا، وأحسن حديثًا. فلذلك يجب على كل مسلم أن يؤمن ويثبت كل اسم وصفة ورد إثباتها للرب –سبحانه وتعالى- سواء وردت في كتاب الله، أو في سنة رسول الله الصحيحة –عليه الصلاة والسلام-، وأن يمرها كما جاءت، فلا يردها، ولا ينفيها، ولا يفسرها على غير وجهها. ويجب أيضًا تنزيهه عن كل صفة نقص نفاها الله عن نفسه، مع إثبات كمال ضدها، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون َ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الصافات:180-182]، فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، المتبعون غير سبيل السلف الصالح أهل السنة والجماعة، وسلم على المرسلين؛ لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. ومما وصف الله به نفسه ما ورد في سورة الإخلاص، التي تعدل ثلث القرآن: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾[الإخلاص:1-4]، فـ ﴿اللَّهُ أَحَدٌ﴾ دلت على نفي الشريك من كل وجه، في الذات وفي الصفات وفي الأفعال، والصمد هو السيد الذي كمل في سؤدده، الذي تصمد إليه الخليقة كلها، وتقصده في جميع حاجاتها ومهماتها. ومن صفاته –سبحانه- العلم، ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾[الحديد:3]، ﴿لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾[الطلاق:12]، وهو حي –سبحانه-: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ﴾[الفرقان:58]، وزراق قوي: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات:58]، وسميع بصير، مدرك لجميع الأصوات، يسمع السر والنجوى، وبصير مدرك لجميع المرئيات: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11]، ﴿إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾[النساء:58]، ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾[المجادلة:1]، ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾[آل عمران:181]. وأثبت الله لنفسه صفة المحبة والرضا: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾[البقرة:195]، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾[البقرة:222]، ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾[الفتح:18]. وهو –سبحانه- غفور ودود، وسع كل شيء رحمة وعلمًا، وهو الغفور الودود: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾[غافر:7]. وكذلك فإن الله يغضب ويمقت ويكره ويسخط: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ﴾[النساء:93]، ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ﴾[محمد:28]. والله –سبحانه- من صفاته أنه يجيء يوم القيامة، ويأتي للفصل بين عباده، قال –تعالى-: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ﴾[البقرة:210]، وقال: ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾[الفجر:21-22]. ومن صفاته –تعالى ربنا وتقدس- إثبات الوجه له كما أخبرنا بذلك، فقال –سبحانه وتعالى-: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾[الرحمن:27]، ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾[القصص:88]. وأثبت لنفسه اليدين حين قال: ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾[ص:75]، وقال –تعالى-: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾[المائدة:64]، وأخبرنا بذلك رسولنا –صلى الله عليه وسلم-، وهو أعلم بربه، فقال: «إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل». وأثبت –سبحانه- لنفسه عينين يرى بهما جميع الأشياء، فقال –تعالى-: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾[الطور:48]، وقال عن نوح: ﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ﴾[القمر:13-14]، وقال عن موسى: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾[طه:39]، وقال –صلى الله عليه وسلم-: «إن الدجال أعور، وإن ربكم ليس بأعور». ومن صفاته –تعالى- العزة، كما في قوله: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾[المنافقون:8]، وهو العزيز: ﴿وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾[الأحزاب:25]. والله -سبحانه وتعالى- أثبت لنفسه صفة العلو؛ فهو فوق سماواته، مستو على عرشه، استواء يليق بجلاله، قال –تعالى-: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾[طه:5] في سبعة مواضع من كتاب الله. ومن الأدلة على أن الله في السماء مستو على عرشه، ما ذكره من صعود بعض الأشياء إليه: ﴿يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾[آل عمران:55]، وقال –تعالى-: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾[فاطر:10]، وكذلك إخباره أنه في السماء: ﴿أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ﴾[الملك:17] بل إن الفطر السليمة تدل على أن الله في العلو؛ فالمسلم إذا أراد أن يدعو الله سيجد قلبه ويديه تتجه إلى العلو، وعلى علو الله –سبحانه وتعالى- آلاف الأدلة من كتاب الله ومن سنة النبي –صلى الله عليه وسلم-، فمن أنكر ذلك، أو قال: إن الله في كل مكان، فهذا من الكفر بالله –سبحانه وتعالى-. والله –عز وجل- من صفاته الثابتة في الكتاب والسنة أنه متكلم متى شاء، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾[النساء:164]، ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾[النساء:87]، ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾[الأعراف:143]، والقرآن كلام الله، ليس مخلوقًا، بل هو من صفاته، ﴿فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾[التوبة:6]، أي كلام الله هو القرآن، وقال –عز وجل-: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ﴾[الفتح:15]، وقال –تعالى-: ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾[الكهف:27]. وثبت أيضًا في كتاب الله وفي السنة الصحيحة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وفي الجنة؛ قال –تعالى-: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾[القيامة:22-23] أي تنظر له يوم القيامة، وقال –تعالى- عن نعيم أهل الجنة: ﴿عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ﴾[المطففين:23]، وقال –تعالى-: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾[يونس:26] والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما فسرها نبينا –صلى الله عليه وسلم- في حديث صهيب في صحيح مسلم. ومما جاء في سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- من إثبات الصفات لله، إثبات صفة النزول، فقد قال –صلى الله عليه وسلم-: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» متفق عليه. وأثبت صفة الفرح لله، والضحك له –سبحانه-، كما قال –صلى الله عليه وسلم-: «لله أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن التائب من أحدكم براحلته التي أضلها في فلاة» متفق عليه، وقال –صلى الله عليه وسلم-: «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة» متفق عليه، حتى قال الأعرابي عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: لا نعدم خيرًا من رب يضحك. ومن الأحاديث الدالة على صفات الله –عز وجل- أيضًا في إثبات صفة الكلام له قوله –صلى الله عليه وسلم-: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان». وإثبات الرؤية في السنة أيضًا: «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا». فآمنوا عباد الله بما أخبر الله عن نفسه، وآمنوا بما أخبر به رسوله –صلى الله عليه وسلم- عن ربه، ومن أنكر شيئًا من ذلك فهو على غير السبيل، وهو على ضلال مبين؛ ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾[النساء:115]. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد: عباد الله، يجب على كل مسلم أن يسلم بما ورد في الكتاب، وبما ورد في سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- تسليمًا كاملًا، وإيمانًا تامًّا؛ ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[النساء:65]، فالله أعلم بنفسه من غيره، ورسوله أعلم به منا، فوجب التصديق والإيمان، من غير أن نشبه الله بخلقه، فلما كانت ذات الله غير ذوات المخلوقين، كانت صفاته غير صفات المخلوقين. جاء رجل إلى الإمام مالك –رحمه الله تعالى- فقال له: كيف استوى الله؟ فقال الإمام مالك: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وليعلم المسلم أن للإيمان بأسماء الله وصفاته آثار يجتنيها، وثمار يانعة يقطفها، فإن علم وآمن أن الله عليم سميع بصير، يراه حيث كان، أحجم عن المعصية، وراقب ربه، وإن علم أن الله قريب، ازداد طاعةً وتقربًا، وإن علم أن الله ينزل في كل ليلة، اجتهد في سؤاله ودعائه وقيام الليل، وإن آمن أن الله يفرح ويضحك ويرضى، اجتهد في إرضائه، وعمل على محابِّه وطاعته، لذلك قال الصحابي: لا نعدم خيرًا من رب يضحك، وإن آمن أن القرآن كلام الله، اجتهد في احترامه وقراءته وتدبره وحفظه والعمل به، وإن علم أن الله يرى يوم القيامة، وهو نعيم عظيم، اجتهد لتحصيل ذلك النعيم، وعمل لما بعد الموت، وعمل لآخرته؛ حتى يرزق هذا النعيم الذي ليس بعده نعيم، وهكذا كل صفة إثباتها يعطي المسلم ثمارًا كبيرة، فتدبر ذلك يا عبد الله. اللهم يا سميع الدعاء، يا غفور يا رحيم، اغفر لنا ولوالدينا، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، اللهم لا تحرمنا من لقائك والنظر إلى وجهك الكريم، اللهم لا تحرمنا من لقائك والنظر إلى وجهك الكريم، اللهم لا تحرمنا من لقائك والنظر إلى وجهك الكريم، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.