- العنوان: آداب السلام
- ألقاه: الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى
- المكان: خطبة جمعة في مسجد السعيدي بالجهراء 27 جمادى الأولى 1435هـ ونقلت مباشرا على إذاعة موقع ميراث الأنبياء.
نحمده ونستعين ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أما بعد..
فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد..
عباد الله،
"السلام" من أسماء الله تعالى ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر:23]، يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:
«إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ» رواه البخاري.
فـ(السلام) اسمه ووصفه وفعله، والتلفظ به ذكرٌ له –عزَّ وجلَّ- بل إن كتابه ورسوله يهدي إلى طرق السلامة، وسبُل السلام يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ﴿وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة:16] حتى يدخلهم إلى جنته التي هي دار السلام فهي سالمةٌ من كل العيوب ﴿لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام:127] والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم.
السلام عباد الله تحية الأنبياء جميعًا بدءًا من آدم إلى أن يدخل أهل الجنةِ الجنة فهم بهدية السلام، وسلكوا سبل السلام إلى أن يدخلوا دار السلام. ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ [هود:69]. وهي تحية الله لأهل الجنة: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾ [الأحزاب:44]، وتحية الله لهم: ﴿سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ [يس:58]، وتحية أهل الجنة فيما بينهم هي السلام، يقول سبحانه: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [يونس:10].
﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ﴾ [إبراهيم:23]. والسلام تحية الملائكة للمؤمنين في الدنيا وحال الموت في الجنة:
- ﴿سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الرعد:24].
- ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل:32].
- ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزمر:73].
عباد الله، للسلام في الشريعة الإسلامية أحكامٌ وسنن، وفضائل ينبغي على المسلمين أن يعرفوها؛ حتى يكونوا من أهل دار السلام، وهذه الأحكام كلها مأخوذةٌ من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأحاديث الصحيحة.
عباد الله، لقد كان بداية السلام كما جاء عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ نَّفَرٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ بمَا يُحيُونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ».
ومن سنن السلام: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ» وفي لفظٍ: «يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ».
ومن السنن: "التسليم على الصبيان إذا مرَّ عليهم". عن أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه-: "أنه مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم، وقال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعله". متفق عليه.
ومن السنن: "إفشاء السلام" فعن البراء بن عازبٍ -رضي الله عنه- قال:
«أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبعٍ: بعيادة المريض، وإتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم» بل إن إفشاء السلام من أسباب الإيمان، والتكاتف والمحبة. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَينَكُم».
ومن السنن: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: "أن رجلًا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الإسلام خير؟ قال:
«تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَعَلَى مَنْ لَمْ تَعْرِفْ»".
ومن السنن: أن يسلم ثلاث مراتٍ حتى يسمعوه فإذا سمعوه من الأولى فيكفي، وإلا زاد الثانية إلى الثالثة. عن أنسٍ -رضي الله عنه-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سلم سلَّم ثلاثة، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثة".
ومن حقوق المسلمين
"رد السلام" وهو واجبٌ. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
«خَمسٌ تجب للمسلم على أخيه: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَإتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ» يقول الحسن البصري –رحمه الله-: "السلام تطوعٌ والرد فريضة"، وكذلك من يجلس في المجالس التي على الطريق عليه رد السلام، وإن كانت تلك المجالس مكروهةً. قال أبو طلحة: "كنَّا قعودًا بالأفنية نتحدث فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام علينا فقال:
«مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ، اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَات فلا، فَقُلْنَا: إِنَّمَا قَعَدْنَا لِغَيْرِ مَا بَأسٍ، قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ وَنَتَحَدَّثُ. قَالَ: إِمَّا لَا فَأَدُّوا حَقَّهَا غَضُّ الْبَصَرِ، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَحُسْنُ الْكَلَامِ»".
عن أبي سعيدٍ الخضري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«إيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بالطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذَا أَبَيْتُمْ إلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَ، قَالُوا: وَمَا حَقُّه؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ».
ومن السنن السلام: التسليم على مجلسٍ فيه من المسلمين والكفار لما ورد عن أسامة: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرَّ على مجلسٍ فيه أخلاطٌ من المسلمين والمشركين، والمنافقين فسلَّم عليهم".
ومن السنن: أن لا تبدأ الكفار بالسلام. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«لاَ تَبْدَءُوا الْيَهُودَ والنَّصَارَى بِالسَّلاَمِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ».
ومن السنن: أن ترد على الكافر إذا سلَّم عليك بقولك: (وعليكم). فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: "السام عليكم. ففهمتها"، فقلت: عليكم السام واللعنة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«مَهْلًا يَا عَائِشَة! فإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّه، فقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أو لَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَقَدْ قُلْتُ: وعَلَيْكُم»"، وعن أنسٍ بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
«إذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ».
أما عن صفة السلام على المسلمين فيما بينهم وفضل ذلك كما ورد عند الترمذي وأبي داود عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- قال: جاء رجلًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "عَشْرٌ"، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ الله، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ النَّبي -صلى الله عليه وسلم-: "عِشْرُونَ"، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّه وَبَرَكَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ النبي -صلى الله عليه وسلم- فجَلَسَ، فَقَالَ: "ثَلَاثُونَ"» فهذه عدد الحسنات، وبعضهم يسلم باليد، ويشير دون أن يتلفظ بلفظ السلام، وهذا خطأٌ ينبغي أن يقرن رفع يده بلفظ السلام.
عن عطاء بن أبي رباحٍ -رحمه الله- قال
: "كانوا يكرهون التسليم باليد" أو قال: "يُكره التسليم باليد".
وكذلك من السنن: إذا قام من مجلسٍ يسلم على أهله كذلك. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«إذا جاء الرجل المجلس فليسلم، فإن جلس ثم بدأ له أن يقوم قبل أن يتفرق المجلس فليسلم فإن الأولى ليست بأحق من الأخرى». بل كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم إذا تفرقوا ولو مدةً يسيرة يسلمون على بعضهم.
عن أنسٍ بن مالكٍ -رضي الله عنه- قال: "أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا يكونونا مجتمعين فتستقبلهم الشجرة فتنطلق طائفةٌ منهم عن يمينها، وطائفةٌ عن شمالها فإذا التقوا سلموا بعضهم على بعض".
ومن السنن: إذا دخل في الليل وأهله نيام أن يسلم، ولا يرفع صوته كثيرًا. فعن المقتاد بن الأسود -رضي الله عنه- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجيء من الليل فيسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا، ويسمع اليقظان".
عباد الله، هذه التحية يحسدنا عليها الكفار فلا تغفلوا عنها. عن عائشة –رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«مَا حَسَدكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَوكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ».
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد..
عباد الله، السلام لفظٌ باللسان لا يتعبك ولا يجهدك شرعه الله تعالى لعباده؛ لتتآلف القلوب وتجتمع النفوس، وللإنسان فيه من الحسنات الكثير فلا تبخل على نفسك بذلك.
عن عبد الله بن مغفلٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«أَسرقُ النَّاسِ الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتِه. قَيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَسْرِقُ صَلَاتِهِ؟ قَال: لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا، وأَبْخَلُ الناس من بخَل بِالسَّلاَمِ».
السلام من ذكر الله فإذا دخلت البيت فسلم على أهلك يطرد عنك وعن أولادك الشياطين. عن جابرٍ -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
«إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ –عزَّ وجلَّ- عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِن لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاء» وحتى لو لم يكن في البيت أحدٌ فليسلم بقوله: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) كما جاء في الأثر عن ابن عمر -رضي الله عنهما-:
«إذَا دَخَلَ الْبَيْتَ غَيْرَ الْمَسْكُونِ فَلْيَقُلِ: السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ»، وقال عن قتادة: أو قال قتادة في قوله: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ﴾ [النور:62] قال: "إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك، وإذا دخلت بيتًا لا أحد فيه فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" فإنه كان يؤمر بذلك، وحدثنا أن الملائكة ترد عليه.
اللهم أنت السلام فأدخلنا دار السلام، وثبتانا على الإسلام. اللهم أعنَّا على ذكرك، وشكرك وحسن عبادتك. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وصلى الله وسلم على نبينا محمدًا.