أكثر الناس حيرة عند الموت أهل الكلام
أكثر الناس حيرة عند الموت أهل الكلام
  | المقالات 11234   |   طباعة الصفحة

فائدة ” أكثر الناس حيرة عند الموت أهل الكلام “

من أهل الكلام / أبو حامد الغزالي من المتأثرين بالكلام والتصوف كان يقول: اكثر الناسِ حيرة عند الموت أهل الكلام.
وأيضاً كما جاء عن الشهرستاني أنه كان يقول:

لعمري لقد طفت المعاهد كلها
وقلبتُ طرفي بين تلك المعالمِ
فما أرى إلا واضعا كف حائرٍ
على ذَقنٍ أو قارعاً سِن نادمِ.

يعني أنه طاف المعاهد والمناهج والطرق فما وجد إلا الحيرة، وما وجد إلا ناس محتارين يعيشون في حيرة ، لكنه ما اهتدى وما دخلَ معهدَ السلف الصالح، معهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
لذلك رد عليه الصنعاني رحمه الله قال:

لعلك أهملتَ الطوافَ بمعهدِ الرسولِ
ومن لاقاهُ من كلِ عالمٍ
فما حارَ من يُهدي بهدي محمدٍ
ولست تراه قارعاً سن نادم.

أهل السنة يعيشون في يقين وفي طمأنينة وفي راحة، لأنهم إذا قيل لهم لماذا اثبتم، يقولون قال الله قال الرسول.
أما المعطل لماذا نفيت، قال: قال فلان وقال عِلان وقال العقل الفلاني والعقل الأخر يدل عليه.

حجة أهل السنة ظاهرة بيّنة
أما حجة أهل الأهواء تعيشُ على التناقُض والاضطراب والتعارض.

* ومن الأبيات الجميلة في الرد على الشهرستاني.
للشيخ سليمان ابن عبدالله صاحب كتاب تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد وهو من أفضل الشروح لكتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، غير أنه ناقص من أخره وكمل من فتح المجيد.
قال رحمه الله يرد على الشهرستاني ، في هامش لرسالة الحموية قال:
قد قلت أبياتاً جواباً على البيتين .

قال :
أضنك أهملت الطواف بمعهدِ ** لخير الهُداة المرسلين الأكارمِ
وطَوفتَ في عمياءِ بادٍ ضلالِها ** بناها ذوو الإشراكِ من كلِ ظالم
فلاسفةٌ لا يعرفون إلاههم ** ومعبودَهم فأعجب لهذي العظائمِ
فلو كنتً أكثرتً الطوافَ بمعهدِ ** الرسولِ ومن لاقاهُ من كلِ عالمِ
لما كنتَ حيراناَ كمن تبعَ الخُطى ** مع الجهل بالتنزيهِ مثل البهائمِ
فما ضلَ من يمشي على إثرِ أحمدٍ ** ولستَ تراهُ قارعاً سَن نادمِ

*جاء عن بعض الفلاسفة أنهم قالوا يا ليتنا نموت على دين عجائز نيسابور ( يعني على الفطره ).

(( مستفاد من شرح كتاب: فتح رب البريه بتلخيص الحموية.
لفضيلة الشيخ الدكتور: خالد بن ضحوي الظفيري. حفظه الله.
الدرس الرابع عشر. )).

للاستماع