رؤية المؤمنين لرب العلمين في دار النعيم
رؤية المؤمنين لرب العلمين في دار النعيم
  | , 5058   |   طباعة الصفحة


  • العنوان: رؤية المؤمنين لرب العلمين في دار النعيم
  • القاها: الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى
  • المكان: خطبة جمعة في مسجد السعيدي بالجهراء 3 ربيع الثاني عام 1436هـ، ونقلت مباشراً على إذاعة موقع ميراث الأنبياء.
 
 
  • الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أما بعد،،، فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار أما بعد،، عباد الله فإن من أعظم المهمات، وآكد الواجبات أن يعلم المسلم أن عقيدته يجب أن تُستمد من كتاب الله، ومن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وألا يخضع أمرها إلى أراء الرجال بل إلى الكتاب والسنة. ومن عقيدة المسلمين التي يجب الإيمان بها أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، والرؤية من أشرف مسائل الاعتقاد، وهي الغاية التي شمَّر لها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وحُرمها الذين هم عن ربهم محجوبون وعن بابه مطرودون، وهي من المسائل التي بلغت أحاديثُها حدَّ التواتر، والإيمان بها داخلٌ في معنى الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر كما قرره العلماء –رحمهم الله- لا يجوز إنكارهاـ، ولا التشكيك فيها. وقد تنوعت الأدلّة على هذه العقيدة، فدلَّ عليها القرآن الكريم في مواضع عديدة، فمن ذلك-عز وجل-: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ﴾[القيامة:22] أي؛ مضيئةٌ ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾[القيامة:23]. أي؛ تنظر إلى وجه الله الكريم دلالةٌ صريحة على أن المؤمنين يرون ربهم في الدار الآخرة في الجنة، وهي تدل دلالةٌ واضحة صريحة فقد عُدّي النظر بـ(إلى) الدالة على الغاية، والنظر إذا عُدي بـ (إلى) دلَّ على المعاينة بالأبصار، كهذه الآية وكقوله –عز وجل-: ﴿انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ﴾[الأنعام:99]، وكذلك أضاف النظر في الآية إلى الوجه، ولا يتصور في مثل هذا إلا أن يكون معاينةً بالأبصار، وقد خلى الدليل من قرينةٍ تصرف اللفظ عن ظاهره وجب حمله على حقيقته، وأصله، وموضوعه، وإن من اللطائف في هذه الآية الكريمة أن الله هيأهم للنظر إليه، فقد نضر وجوههم قبل أن يشرفها بالنظر إلى وجهه الكريم، ﴿نَاضِرَةٌ﴾[القيامة:22] أي: حسنة، كما قال سبحانه: ﴿وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾[الإنسان:11]. يقول الإمام الحسن البصري -رحمه الله تعالى- عند هذه الآية: "تنظر إلى الخالق، وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق" ومن الأدلة القرآنية التي تبين ذلك وتدل عليه قوله        -سبحانه وتعالى-: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾[المطففين:22] ﴿عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ﴾[المطففين:23] ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ﴾[المطففين:24]، قال الطبري –رحمه الله-: "ينظرون إلى ما أعطاهم الله من النعيم". وهذه الآية عامة تشمل كل شيء يتمتّعون بالنظر إليه، ومن ذلك النظر إلى وجه الله الكريم، فهو أكمل النعيم. ومن الآيات الدالة على صحة هذا الاعتقاد قول -سبحانه وتعالى-: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾[يونس:26]، فقد جاء تفسير الزيادة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها النظر إلى وجه الله الكريم كما في حديث صهيبٍ، ولا عبرة بعد ذلك بقول أيّ أحدٍ، فإنَّ أعلم الناس بربه هو نبينا -صلى الله عليه وسلم-. ومن الآيات قوله تعالى: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾[ق:35]، فقد أورد الطبري -رحمه الله- عن أنسٍ بن مالكٍ –رضي الله تعالى عنه- أنه قال: إن المزيد رؤية الله في الجنة. ومن أدلة ذلك عباد الله قوله –عز وجل-: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾[المطففين:15] استدلّ بها الشافعي -رحمه الله تعالى-، فقال: "لما حجب الكافرين حال السخط رآه المؤمنون في الرضا". أورد ذلك ابن كثيرٍ –رحمه الله تعالى- في تفسيره. وقد جاءت سنة نبينا –صلى الله عليه وسلم- مؤكدةً هذه العقيدة في أحاديث كثيرة تبلغ حدَّ التواتر، منها ما جاء عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ –رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً -يَعْنِي الْبَدْرَ- فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ» رواه الشيخان، وفي رواية: لا تضامون بالتشديد، وفي روايةٍ بالتخفيف، فأما التي بالتشديد أي؛ لا تزدحمون على ذلك كما يحصل عند رؤية الخفيّ من الأشياء، ينضم الإنسان إلى صاحبه لينظر إليه، والثانية بمعنى: لا يلحقكم ضيم وظلم بأن يحجب بعضكم عن رؤيته –سبحانه وتعالى- بل كل أهل الجنة يرونه، وفي رواية: (إنكم سترون ربكم عيانا). وذكر في الحديث السبب الذي يعين على هذه النعمة العظيمة وهي النظر إلى وجه الله    –سبحانه وتعالى- فقال –صلى الله عليه وسلم-: «فإن استطعتم أن تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ قوله تعالى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾[ق:39] أي؛ الحرص على صلاة الفجر، والحرص على صلاة العصر من الأسباب العظيمة التي تجعلك ممن يرى الله في الدار الآخرة. وأما قوله: «كما ترون القمر» فهذا تشبيهٌ منصرفٌ إلى الرؤية، وليس لتشبيه المرئي بالمرئي، فالله تعالى لا يشبهه أحد من خلقه، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11]. وهذه الرؤية خاصة بالمسلم دون الكافر. وعَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ مُخْلِيًا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا آيَةُ ذَلِكَ من خَلْقِهِ؟ فقَالَ –عليه الصلاة والسلام-: «يَا أَبَا رَزِينٍ، أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَرَى الْقَمَرَ؟» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَاللَّهُ أَعْظَمُ» رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني. ومن الأدلة كذلك ما رواه مسلمٌ من حديث صهيبٍ أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟! أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ؟! فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ –سبحانه وتعالى-»، ثُمَّ تَلا قوله –عز وجل-: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾[يونس:26]، ومنها ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله تعالى عنه- قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟» قَالُوا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُا سَحَابٌ؟» قَالُوا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ» رواه البخاري ومسلم. وفي حديث عمار بن ياسرٍ أن النبي -صلى الله عليه وسلم -كان يدعو ويقول: «وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة» وعلى هذا الاعتقاد أجمع أهل السنة والجماعة، ولم يخالف فيه إلا أهل البدع والضلال، قيل لابن عباسٍ –رضي الله عنهما-: "كل من دخل الجنة يرى ربه فقال: نعم، وقال سعيد بن جبيرٍ: إن اشرف أهل الجنة من يرى ربه –تبارك وتعالى- قدوةً، غدوةً وعشية، يقول الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله تعالى-: من قال: إن الله لا يرى في الآخرة فهو كفر، ويقول الإمام عبد الغني المقدسي -رحمه الله تعالى-: (أجمع أهل الحق، واتفق أهل التوحيد والصدق أنَّ الله تعالى يُرى في الآخرة، كما جاء في كتابه، وصح عن رسوله -صلى الله عليه وسلم-). فالله إنّا نسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة، ولا فتنةٍ مضلة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنبٍ، فاستغفروه إنه غفور رحيم.  
  • الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد،،                                                                                  عباد الله، مضى الحديث عن أناسٍ من المكرمين الذين يُنعَّمون برؤية رب العالمين، وقد جاء في القرآن والسنة ذكر غيرهم من المحرومين الذين لا ينظر الله إليهم ولهم عذاب أليم، جنبنا الله وإياكم دروب الهالكين، وفائدة ذكرهم والعلم بهم أن يُجتنب سبيلهم، فمنهم أهل الكفر والشرك الذين قال الله –عز وجل- فيهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[آل عمران:77]، وهم أهل الكتاب، كتموا الحق فلم يشهدوا بصدق نبوة محمدٍ –صلى الله عليه وسلم-. ومنهم الثلاثة الذين قال عنهم نبينا –صلى الله عليه وسلم- : «ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» فقالها –عليه الصلاة والسلام- ثَلاثَ مِرَاتٍ يكررها، فقَالَ أَبُو ذَرٍّ –رضي الله تعالى عنه-: خَابُوا وَخَسِرُوا يا رسول الله، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فقَالَ –عليه الصلاة والسلام-: «الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ» رواه مسلم. وقد أوضحت بعض الروايات أن المراد بالمسبل هنا: من فعله على سبيل الخيلاء والكبر، وهذا من أسباب الخسف في الدنيا، والمسبل المقصود به: الذي يطيل إزاره وينزله تحت الكعبين فإن ذلك مخالفةٌ لهدي النبي –صلى الله عليه وسلم-، فإن اقترن بالكبر والخيلاء اشتد العقاب والعذاب فكانت له هذه العقوبة يقول –عليه الصلاة والسلام-: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلاءِ خُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» رواه البخاري ومسلم، والمنان الذي يُعطي ويؤذي، والمنة تهدم الصدقة والمعروف يقول –عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى﴾[البقرة:264] والمنفق سلعته بالحلف الكاذب الذي يحلف أنه اشترى بكذا أو أنه لو باع بكذا لخسر وهو يعلم أنه كاذب، وكثرة الحلف في البيع وإن كان صادقًا يمحق البركة كما جاء في حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-، ومن أولئك المحرومين من قال فيهم –صلى الله عليه وسلم-: «ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قال: شَيْخٌ زَانٍ وَمَلِكٌ كَذَّابٌ وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ» رواه مسلم. فالزنا قبيح كله، ولكنه درجاتٌ، ولكنه دركاتٌ بعضها أشد من بعض، فالزنا بالمتزوجة ليس كغيرها، والزنا بامرأة الجار أقبح، وبامرأة المجاهد في سبيل الله أعظم، وهي من الشيخ الذي كبر في سنه أقبح من وقوعه من غيره من الشباب، وكذلك قال: «مَلِكٌ كَذَّابٌ» الملك الكذاب، فإن الملك لا يحتاج إلى من يكذب فكذبه دليلٌ على شدة ضعف إيمانه، وكذلك قال: «عَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ»، والعائل هو الفقير، والفقير الذي من شأنه أن يتواضع، ولكنه أصبح يمشي متكبرًا على الناس، ومنهم كما جاء في الحديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم-: «إن الذي يأتي امرأته في دبرها لا ينظر الله إليه يوم القيامة»، وقال –صلى الله عليه وسلم-: «لا ينظر الله إلى رجلٍ أتى رجلًا أو امرأةً في الدبر»، وفي حديث عبد الله بن عمروٍ –رضي الله عنهما- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه، والمدمن الخمر والمنان بما أعطى». وعنه -رضي الله عنه- قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم : «لا ينظر الله -تبارك وتعالى- إلى امرأةٍ لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه» فاللّهم جنبنا سبيلهم، وعاملنا بما أنت أهله، اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم. عباد الله لقد فُجع المسلمون اليوم بموت ملكٍ عادل أحبه المسلمون، ودعوا له بالخير، مات والكل يشهد له بخدمة الإسلام والمسلمين، فاللهم اغفر للملك عبد الله، وأسكنه فسيح جناتك، اللهم أصلح من يخلفه من المسلمين بعد ذلك، واجعلهم دعاة خيرٍ وصلاح، ووفقهم وولاتنا على ما تحب وترضى، اللهم اغفر لآبائنا، اللهم اغفر لأمهاتنا، اللهم اغفر لمن مات منا يا رب العالمين، واغفر لنا معهم إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار وصلى الله وسلم على نبينا محمد.