الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي بين ثناء العلماء وطعون أهل الأهواء (عبدالرحمن عبدالخالق أنموذجاً)
الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي بين ثناء العلماء وطعون أهل الأهواء (عبدالرحمن عبدالخالق أنموذجاً)
  | المقالات 7172   |   طباعة الصفحة

الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي

بين ثناء العلماء وطعون أهل الأهواء

(عبدالرحمن عبدالخالق أنموذجاً)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:

فإن مما ابتلى الله به أهل السنة والجماعة كثرة أهل الباطل ومناصريه وانتشار البدع ومن يؤيدها، ولكن وعد الله -سبحانه- متحقق بلا شك، فقد وعد جل جلاله بحفظ دينه فقال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، ومن حفظه لدينه وذكره، أن هيّأ لهذه الأمة رجالاً يذبون عن دينه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فهاهم صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ذبوا عن دينه وكتابه ورسوله بسنانهم ولسانهم، ولم يألوا جهداً في حماية بيضة هذا الدين، وتبعهم على ذلك التابعون الأخيار ثم تابعوهم إلى عصرنا هذا بل إلى أن تقوم الساعة.

ومن هؤلاء الأعلام الذين بذلوا قصارى جهدهم في الذب عن دينه، وإعلاء كلمته، وتصفية عقول الناس من كثير مما لصق بها من خرافات المخرفين وزيغ الزائغين وبدع المبتدعين وغير ذلك من أنواع الضلال :الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله ورعاه- فاجتهد بما يستطيع لنصح هذه الأمة وبذل وقته وعمره لإرشاد شباب المسلمين وفتح صدره وبيته لكل من أراد الحق وسعى إليه.

لكن سنّة الله في عباده الابتلاء والامتحان ولن تجد لسنة الله تبديلا، قال تعالى: ( الٓـمٓ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )، ومن تلك الابتلاءات التي ابتلي بها هذا الإمام النحرير مواجهة أهل البدع له وسعيهم الحثيث في إسقاطه، وبأي وسيلة من الوسائل، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة، فهم قد استخدموا الكذب والإفك والبهت والبتر والتزوير والسب والشتم واعدد ما شئت من صفات الشر وخصال الشياطين.

لكنه –حفظه الله وثبته- صمد كالجبال الرواسي ولم تثنه هذه الأساليب عن سيره على طريق السلف، وعن نشره لدين الله ورسوله، وعن تصفيته ما علق به من شوائب البدع والنفاق والفجور والعصيان، وعن فضح من تلبس بلباس السنّة وهو منها براء، وهذا كله من فضل الله عليه ونعمه التي لا تحصى.

ولا زال أهل البدع وأنصارهم، وأهل الإفك وأعاونهم، يحاولون ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، لإسقاطه حتى يسقط ما يحمله للناس من منهج نبوي وترتفع راية البدع والضلال.

فكتبوا الرد الوجيز فأتاهم بنصره العزيز، ودونوا إفكهم في المعيار فبين فساده وانهار، وهكذا ينصر الله دينه وعباده المؤمنين.

ولا تزال هذه السلسلة تتواصل ولكنها لا تفتؤ إلا وتنهار بحمد الله، وما ذلك إلا لأن باب الكذب عريض، وبوابة الافتراء مفتوحة على مصراعيها، وعقوبة الكذب الفضح والشنار، والعاقبة للمتقين.

وهذا العيب والسب والشتم من أهل الهوى والجهل كله إثم لهم، حسنات للشيخ ربيع، وهكذا الصحابة والتابعون ومن بعدهم، فما سب الرافضة لهم ولا الخوارج ولا المعتزلة ولا أهل البدع جميعاً إلا وهي حسنات في ميزان سلفنا الصالح، وإكرام من الله لهم ليرفع منزلتهم ولو بعد مماتهم، ولا يضرهم ذلك شيء في نظر أهل الحق والسنَّة، فكم ثلب الروافض أبا بكر وعمر، وكم ثلب الأشاعرة والمعتزلة والجهمية شيخ الإسلام ابن تيمية، وكم ثلب أعداء التوحيد ومناصرو الشرك وأهل البدع شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، وكم ثلب أعداء السنة شيوخنا وأئمتنا كالشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان والشيخ ربيع وغيرهم رحم الله الأموات منهم وحفظ أحياءهم.

فهم كما قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ –رحمه الله- في أثناء حديثه عن جده المجدد محمد بن عبدالوهاب: ((وله رحمه الله من المناقب والمآثر، ما لا يخفى على أهل الفضائل والبصائر، ومما اختصه الله به من الكرامة تسلط أعداء الدين وخصوم عباد الله المؤمنين، على مسبته، والتعرض لبهته وعيبه )). [الهدية السنية (ص 131)].

وفي مقابل تلك الفئة التي تلمز الشيخ ربيع وتتهمه وتخفض من شأنه، فئة هم العبرة، وتزكيتهم هي المقبولة، فقد عرف فضل هذا الرجل كل عالم سنّة وطالب علم تحلى بالإنصاف ونزع ثوب التعصب والهوى، والفضل لا يعرفه إلا أهل الفضل وذووه.

ومن هؤلاء الذين كانوا وما زالوا من الطاعنين على أهل السنة والجماعة: عبدالرحمن عبدالخالق فقد كتب فيما مضى كتباً في الطعن والتشويه لمنهج أهل السنة وعلمائهم، فأرسل له الشيخ ربيع المدخلي عدداً من النصائح والرسائل فلم يقبلها، وردّ عليه شيخنا بكتب دمرت أباطيله وبينت زيف دعاويه:

فأولاً: بكتاب “جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات”. وقد قدّم لهذا الكتاب عدد من أهل العلم منهم الشيخ العلامة صالح الفوزان، والشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا.

وثانياً: “النصر العزيز على الرد الوجيز”.

ولا زال عبدالرحمن على منهجه القائم على التكفير وتشجيع الثورات وإراقة الدماء لأجل الوصول إلى الحكم، في حسابه الرسمي على التويتر، فمن ذلك:

1-      تأييده لثورة الإخوان المسلمين ودعوتهم بأن يكونوا من أنصار الله ويحثهم على الصبر فيما قاموا به، فقال: (نذكر الإخوان المسلمين بقول مرشدهم الأول حسن البنا: ستسجنون وتقتلون وتعتقلون وتشردون وتصادر مصالحكم وتعطل أعمالكم وتفتش بيوتكم وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان، فهل أنتم مستعدون أن تكونوا من أنصار الله؟! سيحقد عليكم الرؤساء وذو الجاه والسلطان وستقف في وجوهكم كل الحكومات، فهل أنتم مستعدون أن تكونوا من أنصار الله؟! سيثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم الاتهامات وسيحاولون أن يلصقوا بدعوتكم كل نقيصة فهل أنتم مستعدون أن تكونوا من أنصار الله؟!) وكانت هذه التغريدات تحت (هاشتاق): إنصاف الإخوان.

2-      ولا زال مصرا على دعوته للأحزاب والتعددية الحزبية التي نصحه ونهاه عنها علماء الأمة كالشيخ ابن باز وغيره، فزعم في تغريدة له أن من أعظم وسائل الدعوة: (الجماعات الدعوية).

3-      ويدعوا إلى إزهاق الأرواح وذهاب الأنفس ولو كانوا مليون مسلم لمجرد وصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم فقال: (أيها الشعب المصري العظيم لو قدمت اليوم ألف ألف شهيد لتسترد إرادتك، وتقيم العدل في أمتك فلن يكون كثيراً).

4-      وكان من آخر ما قاله الطعن على السلفيين وبالأخص في الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي بقوله: (المداخلة وداعش وجهان لعلمة واحدة).

وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها عبدالرحمن عبدالخالق علماء أهل السنة والسلفيين بأنهم على التكفير وأنهم خوارج.

وكان قد وجه له سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز نصيحة في مثل هذه الاتهامات الباطلة التي يصف بها أهل السنة وعلماء الدعوة السلفية، فقال له رحمه الله: (ولا نعلم أن أحداً من أتباع الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال هذه المقالة التي ذكرتم، فأرجو بيان الكتاب الذي نقلتم منه ذلك، أو الشخص الذي بلغكم ذلك، وإلا فالواجب بيانكم خطأكم فيما نقلتم، وأن ذلك شيء لا أصل له، وأنه قد اتضح لكم عدم صحة هذه المقالات عن أحد من اتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، مع التثبت مستقبلاً في كل ما تنقلون، وأن يكون الهدف بيان الحق والباطل مع عدم الحاجة إلى بيان ذلك الشخص المنقول عنه إلا عند الضرورة التي تقتضي بيانه.)

والسلفيون والحمد لله بريئون براءة الذئب من دم يوسف من هذه التهمة الضالة الجائرة، فجهودهم في مواجهة التكفير والإرهاب بشتى صوره ظاهرة بارزة وفي جميع الوسائل القديمة والحديثة، فمن الذي بين ضلال خوارج العصر من القطبيين والسروريين والقاعدة والنصرة وداعش غير السلفيين، ومنهم الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي، وإلا فأين هي تحذيراتك وردودك يا عبدالرحمن على سيد قطب وعلى رؤوس التكفير وخوارج العصر؟!، أين هي ردودك على داعش والتحذير منها؟! أين هي تحذيراتك من الخروج على الولاة وبيان المعاملة الشرعية بالضوابط التي دلت عليها النصوص؟!.

بل نجدك على عكس ذلك تماماً، فما ذهب كثير من الشباب إلى ديار الفتن والجهاد المزعوم، إلا ولك في نفوسهم منزلة رفيعة، وتعتبر عندهم من شيوخهم ومقدميهم، وكنت تفتي بالذهاب إلى أماكن الفتن بدعوى الجهاد وتزعم أنه فرض عين، ووصفك للمجتمعات الإسلامية بأنها علمانية، وزعمت أن الكويت قديما قد انقطعت صلتها بالإسلام، ودفاعك عن رؤوس التكفير كسيد قطب وغيره، ممن هم المرجعية الرئيسة لداعش وفرق التكفير والضلال، إلى غير ذلك من الطوام والبلايا التي كانت من أعظم أسباب انحراف كثير من الشباب حتى أصبحوا من رؤوس التكفير.

[ردّ الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي على هذه التهمة الباطلة]

وهذا الكلام الذي تفوه به عبدالرحمن عبدالخالق من وصف أهل السنة من أنهم والتكفيرين وجهان لعملة واحدة ليس كلاماً جديداً بل كثيرا ما يردده، فهي تهمة قديمة جديدة، يريد بها تشويه أهل الحق ليسلم له أهل البدع ودعاة التكفير والتحزبات البدعية.

فقد ردّ شيخنا في كتابه “جماعة واحدة لا جماعات” على نفس هذه الدعوى، وسأنقلها للقارئ العاقل مع رد شيخنا عليها.

وقولك : (( والخلاصة أنه قد وقع بالمسلمين اليوم ما يجوز تسميته بفتنة التبديع كما وقع فيهم بالأمس فتنة التكفير )) .

هل فتنة التبديع اليوم على حد زعمك مستحدثة وجديدة؟!

لقد كان السلف يبدعون الأفراد والجماعات بحق وعدل والسالكون على طريقهم يترسمون خطاهم بحق وعدل ؛ بل قد يحصل فيهم تقصير عما قام به السلف من الحكم والهجر والقتل والنفي لأهل البدع وذلك ظاهر .

ولكنهم ولا يزالون من أبعد الناس عن التكفير الذي تقع فيه أنت ومن تدافع عنهم.

وأسألك هل انطفأت فتنة التكفير أو مازادت إلا أواراً ؟!

هذه الفتنة التي يؤجج نيرانها القطبيون الذين تدافع عنهم وتزكيهم وتؤججها كتبهم الكثيرة وعلى رأسها في ظلال القرآن ومعالم في الطريق والعدالة الإجتماعية .

فلماذا تسكت عن هذا البلاء ؟! بل لماذا تدافع عنه ثم في غمرة دفاعك عنهم تقع فيما وقعوا فيه ؟!

فيا حسرة على هؤلاء القوم ومنهم عبدالرحمن عبدالخالق !

ثم أهذا هو موقف أهل السنة والجماعة ؟ سل علماء أهل السنة والجماعة اليوم إن كنت تعترف بهم ، أيوافقونك على مثل هذه المواقف من تكفير سواد الأمة ورميهم بما ليس فيهم ؟!

قال عبدالرحمن عبدالخالق :

(( إياك ومنهج الخوارج :

وسبب ضلال الخوارج كما ذكر شيخ الإسلام ـ رحمه اللَّـه ـ أنهم جعلوا ماليس بسيئة سيئة وماليس بحسنة حسنة ، وكذلك أنهم حكموا على المسلمين بالكفر رأوه ذنباً وعاملوهم معاملة الكفار فاستحلوا بذلك دماءهم وأعراضهم وأموالهم . . .

والسائرون على منهج الخوارج هذا موقفهم وللأسف يجعلون ما ليس بسيئة سيئة ، ويتهمون إخوانهم في الدين والعقيدة ويخرجونهم من أهل السنة والجماعة وبذلك يستحلون أعراضهم وحربهم وتحذير الناس منهم وقد يتقربون إلى الحكام بدمائهم))([6]) .

أقول : نبئونا على الأقل برؤوس هذه الفتنة العمياء أو نريد أن نعرف الحسنات التي جعلوها سيئآت .

والسيئات التي اعتبروها حسنات .

ومن هم أصحاب الحسنات المظلومون ؟!

ومن هم الذين جعلوا سيئاتهم حسنات ؟!

نبئوني بعلم إن كنتم صادقين .

ثم أخبرنا عن موقفك إن عجزت عن إثبات ما تدعي من الذين تدافع عنهم حينما تسلطوا بظلم على أهل السنة الأبرياء فرموهم بالعمالة والجاسوسية والنفاق ووصفوهم بالخلوف والأوزاغ ، وحاربوهم بهذا الأسلوب الشنيع على منابر بيوت اللَّـه في أيام الجمع ، وأشاعوا ذلك في أشرطة في الجزيرة وغيرها حتى وصلت إلى أوربا وأمريكا كما بلغنا وأشاعوا هذا في الجامعات والمدارس وجعلوا نصيحة هؤلاء المظلومين الذين قاوموا فتنة عمياء جعلوا نصيحتهم عمالة وفجوراً وذبهم عن أعراض العلماء والصحابة والعقائد الإسلامية كذبا وزوراً وحذروا من مؤلفاتهم التي تذب عن الحق بل في أهم قضايا الحق حتى حالوا بين الناس وبين قراءة تلك الكتب النافعة ذياداً عن البدع الكبرى وتأليباً على الحق وأهله ، فإن كانت لديك غيرة إسلامية سلفية منصفة فاقرأ تلك الكتب قراءة جادة منصفة لترى هل صحيح أنها تجعل ما ليس بسيئة سيئة وما ليس بحسنة حسنة أو أنها بالعكس ؟! .

واستمع إلى أشرطة من تدافع عنهم لتسمع بأذنيك الطعن في العلماء ورمي طلاب العلم بالعلمنة العلمية والفكرية ، واقرأ مجلة السنة واعرف ما فيها وهي مجلتهم المفضلة وما فيها من طعون وثلب وفتن ومنها وصف العلماء بأنهم عبيد عبيد عبيد العبيد .

واقرأ مؤلفاتهم لتعرف حق المعرفة من هم أهل الفتن ؟!

ولترى فكر الخوارج ومن يسير على طريقهم خاصة إذا علمت وعلم الناس أنهم يربون من خدعوه من شباب الأمة على هذه الكتب وعلى هذه النشرات وعلى هذه المجلة وعلى كتاب الظلال والمعالم والعدالة التي حشيت بتكفير الأمة .

أترى أيها الذكي أن لو كانوا يحاربون التكفير ويحاربون الفتن ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أكانوا يربون من اجتالوه من شباب الأمة ـ وهم كثير ـ على هذا المنهج مع ما فيه من منكرات وعلى هذه الكتب والنشرات والمجلات الشديدة الضرر.

فمن هم ـ إن كنت منصفاً ـ الذين يسيرون على منهج الخوارج ؟!

أهم هؤلاء تلاميذ سيد قطب وأهل مدرسته الفكرية والسياسية ؟!

أم الذين يحذرون الأمة من هذه المدرسة وفكرها ومنهجها ومؤلفاتها ومجلاتها ونشراتها ويوجهون الناس إلى منهج السلف ؟!

فهذا من أهم مواطن الصدق والإقدام والرجولة والشجاعة ، ولا ينبغي للشجعان أن يتواروا عن مواجهة هذه الفتنة.

وليس من الشجاعة والصدق والنصح الدفاع عنها وجعلها حسنات وأهلها محسنين .

وقولك : (( ويتهمون إخوانهم في العقيدة ويخرجونهم من أهل السنة والجماعة وبذلك يستحلون أعراضهم وحربهم وتحذير الناس منهم وقد يتقربون إلى الحكام بدمائهم )) .

لا تنس أيها الأستاذ! أن عقلاء الأمة وعلماءها حقاً ومنهم هيئة كبار العلماء ومنهم ابن باز وابن عثيمين والفوزان واللحيدان وابن غديان قد اقضت مضاجعهم هذه الفتنة الثورية القطبية السرورية المسعرية التي تسعى بالفساد في أرض أصلحها اللَّـه بالدعوة العظيمة الدعوة السلفية حقاً دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب يسعون في هذه الأرض التي طهرها اللَّـه من أدناس الشرك والبدع والضلال وحكمت بشريعة اللَّـه وهي معقل الإسلام الأخير ، يسعون لإحلال منهج سيد قطب التكفيري الجاهل (منهج السلفية الجديدة) و (سلفية المواجهة) (سلفية المعتقد وعصرية المواجهة) محل هذا المنهج السلفي العظيم . وليقيموا دولة تتعانق مع دولة الإخوان في السودان التي تتولى الروافض والنصارى وتدعو إلى وحدة الأديان ويعيدوها إلى حالتها الأولى من تمزق وتفرق وجهل وضلال .

لقد اقضت هذه الفتنة هؤلاء العلماء الأجلاء فأدانوها وأهلها في محاضراتهم وفي الصحف السيارة وفي أجوبة السائلين .

فإياك أن تقول : أنا لا أعني مشايخي الذين أجلهم وأحترمهم و . و .

وواللَّـه لقد صبروا على هذه الفتنة صبر الكرام؛ بل نقول صبراً لا نظير له إلا صبر عثمان بن عفان الخليفة الراشد على فتنة عهده ، وأنهم لا يريدون أن تسفح من أهل هذه الفتنة قطرة دم فضلا أن يتقربوا بهم إلى الحكام لإراقة دمائهم .

لا العلماء ولا غيرهم . فاتق اللَّـه فإنك واللَّـه لا تضر إلا نفسك .

تحدث عبدالرحمن عن الخوارج وسأوجز خلاصة حديثه في هذا الموطن قال : ((لا شك أن شر البدع بدعة الخوارج :

أ ـ لأن ظاهر تمسكهم بالدين يوهم عموم الناس ومن لا فقه له أنهم أحق الناس بالدين والإسلام وهم في الحقيقة على غير ذلك .

ب ـ وأن حربهم وبأسهم لا يكون إلا على المسلمين ، وما عرف خارجي في القديم ولا سائر على منهجهم في الحديث إلا وكل همه نصب العدواة لأهل الإسلام وترك أهل الكفر والأوثان .

ج ـ أنها أول البدع ظهوراً وأبقاها على مدى العصور كلما خرجوا قطعوا حتى يخرج آخرهم مع الدجال كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه اللَّـه ـ كلاماً في الخوارج بالذات فذكر لهم خاصتين ثم ألحق بهم سائر أهل البدع .

الأولى : الخروج من السنة ، وجعلهم ماليس بسيئة سيئة وما ليس بحسنة حسنة ثم ذكر قصة ذي الخويصرة مع رسول اللَّـه ز ، ثم استخرج منها وجه جعلهم السيئة حسنة والحسنة سيئة .

والثانية : أن الخوارج وأهل البدع يكفرون بالذنوب والسيئات ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم وأن دار الإسلام دار حرب ودارهم دار الإيمان .

ثم قال عبدالرحمن :

(( إياك ومنهج الخوارج .

وسبب ضلال الخوارج كما ذكره شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ أنهم جعلوا ماليس بسيئة سيئة وماليس بحسنة حسنة وكذلك أنهم حكموا على المسلمين بالكفر ورأوه دينا ، وعاملوهم معاملة الكفار فاستحلوا بذلك دماءهم وأعراضهم وأموالهم . . .

والسائرون على منهج الخوارج[7]) هذا موقفهم مع الأسف يجعلون ماليس بسيئة سيئة .

ويتهمون إخوانهم في الدين والعقيدة ويخرجونهم من أهل السنة والجماعة وبذلك يستحلون أعراضهم وحربهم وتحذير الناس منهم وقد يتقربون إلى الحكام بدمائهم )) .

قال : (( ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية :

فينبغي للمسلم أن يحذر من هذين الأصلين وما يتولد عنهما من بغض المسلمين وذمهم ولعنهم واستحلال دمائهم وأموالهم .

وهذان الأصلان هما خلاف السنة والجماعة ، فمن خالف السنة فيما أتت به أو شرعته فهو مبتدع خارج عن السنة .

ومن كفر المسلمين بما رآه ذنباً سواء كان ديناً أو لم يكن ديناً وعاملهم معاملة الكفار فهو مفارق للجماعة ، وعامة البدع والأهواء إنما تنشأ من هذين الأصلين)).

لقد صرح الشيخ عبدالرحمن بأن شر البدع هي بدعة الخوارج وذكر من صفاتهم أن ظاهر تمسكهم بالدين يوهم عموم الناس ومن لا فقه له أنهم أحق الناس بالدين وهم في الحقيقة على غير ذلك وأن حربهم وبأسهم لا يكون إلا على المسلمين .

وخلاصة ما نقله عن شيخ الإسلام :

أن لهم خاصتين :

الأولى : الخروج من السنة وجعل السيئة حسنة والحسنة سيئة وتبعهم في ذلك أهل البدع المشهورة .

والثانية : أنهم يكفرون بالذنوب والسيئات وتبعهم في ذلك أهل البدع كالروافض والمعتزلة والجهمية . . . الخ .

ثم حذر عبدالرحمن من منهج الخوارج .

وذكر تحت هذا العنوان الخاصتين السابقتين .

ثم قال : (( والسائرون على منهج الخوارج هذا موقفهم وللأسف يجعلون ماليس بسيئة سيئة وماليس بحسنة حسنة ويتهمون إخوانهم في الدين والعقيدة ويخرجونهم من أهل السنة والجماعة وبذلك يستحلون أعراضهم وحربهم وتحذير الناس منهم وقد يتقربون إلى الحكام بدمائهم . . . )) الخ.

والظاهر من سيرته ومواقفه في كتبه وأشرطته التي اطلعنا عليها ، ومن هذا الكتاب ومن مواجهته للسلفيين أنه يريد بحكمه هذا السلفيين الأبرياء السائرين على منهج السلف الصالح ولقد جار عليهم جوراً شديداً وتعسف في حكمه عليهم أيما تعسف فهم لا يبدعون إلا من خرج عن السنة ويجابهون بدعة التكفير واستحلال الدماء . . . الخ فهم على طريق ابن تيمية شيخ الإسلام ناصر السنة وقامع البدع وعلى طريق السلف الصالح رافعي راية السنة وقامعي البدع . ومنهم أحمد بن حنبل وأمثاله .

وللأسف أن عبدالرحمن يزج بابن تيمية ومنهج السلف في معاركه ضد السلفيين حقاً السائرين على منهج السلف لا على منهج الخوارج ولا على أي منهج آخر من المناهج التي توجد بقوة في الجماعات التي يدافع عنها ويستعين في الدفاع عنها بحرب ابن تيمية ضد البدع والمبتدعين ومنه الكلام الذي نقله هنا ليجعل من هذا الكلام سلاحاً ضد السلفيين فينزله عليهم ليصورهم للناس أنهم سائرون على شر المناهج منهج الخوارج ، ويزيدهم قبحاً وخزيا على خزي .

بأنهم قد يتقربون إلى الحكام بدماء أهل السنة .

أما الذين يرون أن المجتمعات الإسلامية مجتمعات جاهلية ويكفرونهم ويصفون سوادهم ومثقفيهم ومدرسيهم وحكامهم وفيهم القضاة بأنهم علمانيون ويعتبرون ديار المسلمين ديار حرب ويؤلفون في ذلك الكتب التي تزخر بها المكتبات وتنتشر في معظم البلدان الإسلامية وغيرها .

أما هؤلاء فهم دعاة الإسلام والمجاهدون حقاً ، والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ، وإن ربوا أنفسهم وربوا أتباعهم على كتب التكفير وروجوا لهذه الكتب وقدَّسوها وقدسوا مؤلفيها وكفروا بها المسلمين رمياً بالكفر الصريح ورميا بالعلمانية ورمياً لمجتمعاتهم بأنها مجتمعات جاهلية وبعضهم يعتبرها دار حرب ، وبعضهم أقام الحرب في بعض بلدان المسلمين فعلا على أنها دار حرب ويلقى التأييد من البعض الآخر ، وأساس هذه الفتن الأضر والأشد من منهج الخوارج كتابات سيد قطب وأخيه وتلاميذه أهل مدرسته المدمرة فكتاب الظلال مشحون بتكفير المجتمعات الإسلامية وأنه لا يصلح تطبيق أحكام الإسلام في هذه المجتمعات الجاهلية ويؤكد ذلك بما في كتابه معالم في الطريق وما في كتابه العدالة الإجتماعية و (الإسلام ومشكلات الحضارة ) .

ونحن لا نرمي الكلام جزافاً فهذا واقع متحقق تحقق وجود الشمس ولا يغالط ويكابر فيه إلا ورثة السوفسطائية .

ومن شاء ممن لا يعرف هذا الواقع أقدم بعض النماذج التي تعد قليلا من كثير وقطرة من بحر .

قال سيد قطب في كتابه (الظلال)([8]) حاكما على الأمة في مشارق الأرض ومغاربها :

(( لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ (لا إله إلا الله) فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن : لا إله إلا الله ، دون أن يدرك مدلولها ، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها . ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدَّعيها العباد لأنفسهم ، وهي مرادف الألوهية ، سواء ادعوها كأفراد ، أو كتشكيلات تشريعية ، أو كشعوب .

فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهة ، فليس لها إذن حق الحاكمية . . إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية ، وارتدت عن لاإله إلا الله.

فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية ، ولم تعد توحد الله .

وتخلص له الولاء . . .

البشرية بجملتها ، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله ، بلا مدلول ولا واقع . . . .

وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة ، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد ـ من بعد ما تبين لهم الهدى ـ ومن بعد أن كانوا في دين الله !

فما أحوج العصبة المسلمة اليوم أن تقف طويلا أمام هذه الآيات البينات)).

ويقول سيد :

(( إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها هذا العذاب: {أو يَلْبِسَكم شِيَعاً وَيُذيقَ بَعْضَكم بَأسَ بَعْض}([9]) إلا بأن تنفصل هذه العصبة عقدياً وشعورياً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها ، حتى يأذن اللَّـه لها بقيام (دار الإسلام) تعتصم بها ، وإلا أن تشعر شعوراً كاملا بأنها هي الأمة المسلمة، وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه ، جاهلية وأهل جاهلية ، وأن تفاصل قومها على العقيدة والمنهج ، وأن تطلب بعد ذلك من اللَّـه أن يفتح بينها وبين قومها بالحق وهو خير الفاتحين))([10]).

ويقول سيد :

(( إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي ))([11]) .

ويقول سيد :

(( فأما اليوم ، فماذا ؟! أين هو المجتمع المسلم الذي قرر أن تكون دينونته لله وحده ، والذي رفض بالفعل الدينونة لأحد من العبيد ، والذي قرر أن تكون شريعة اللَّـه شريعته ، والذي رفض بالفعل شريعة أي تشريع لا يجئ من هذا المصدر الشرعي الوحيد؟ لا أحد يملك أن يزعم أن هذا المجتمع المسلم قائم موجود))([12]) .

نقول : ليس بعد هذا التكفير العنيف شيئ مع معاصرته لجهاد السلفيين في الجزيرة ، وإقامتهم دولة إسلامية على التوحيد والكتاب والسنة، ومعاصرته للسلفية في الهند تجاهد بالسيف وفي ميدان الدعوة ، وأهلها يقدرون بالملايين ، وكذلك دعوة التوحيد كانت قائمة في مصر في عصره على أيدي السلفيين أنصار السنة ، والرجل لا يعد هذه المجتمعات إسلامية فضلاً عن غيرها.

قال محمد قطب معتبراً بلاد المسلمين دار حرب :

(( إن هذه المجتمعات التي نعيش فيها اليوم مجتمعات جاهلية كما أسلفنا القول من قبل ، لأنها لا تحكم ولا تحكم بشريعة اللَّـه ، إنما تحكم وتحكم بمناهج جاهلية وشرائع جاهلية . وكل حكم غير حكم اللَّـه هو ـ كما بين اللَّـه في كتابه المنزل ـ حكم جاهلي :

{ أفحُكمَ الجَاهِلِيَةِ يبغون ؟ وَمَنْ أحسَنُ من اللهِ حُكمَاً لِقَومٍ يُوقِنون}.

والآية واضحة الدلالة في أن الحكم ـ عند اللَّـه ـ نوعان اثنان لا ثالث لهما: إما حكم اللَّـه وإما حكم الجاهلية .

ولكن وصفنا لهذه المجتمعات بأنها جاهلية لأنها تحكم بغير ما أنزل اللَّـه ، لا علاقة له البتة بعقائد أهل هذه المجتمعات[13]) . فقد يكونوا مسلمين، وقد يكونوا كفاراً ، وقد يكونوا خليطاً من المسلمين والكفار ، وتظل صفة المجتمع تابعة لنوع الحكم الذي يحكم به ذلك المجتمع بصرف النظر عن عقائد من فيه . . . وذلك كوصف (الدار ) بأنها دار حرب أو دار إسلام بالنظر إلى غلبة الأحكام فيها بصرف النظر عن عقائد أهلها .

فقد كانت المدينة دار إسلام حين هاجر إليها رسول اللَّـه ز وأقام فيها حكم اللَّـه ، مع أن المسلمين كانوا في مبدأ الأمر قلة بالنسبة لمجموع أهل المدينة وكانت مصر دار إسلام حين فتحها المسلمون وأقاموا فيها شريعة اللَّـه ، مع أن غالبية أهلها لم يكونوا مسلمين ، وظلوا غير مسلمين فترة طويلة من الوقت ، وكانت الهند دار إسلام حين فتحها المسلمون وحكموا فيها شريعة اللَّـه ، مع أن المسلمين ظلوا طيلة الحكم الإسلامي الذي امتد ثمانية قرون أقلية بالنسبة لمجموع سكان ا لهند ـ وما يزالوان ! ـ وعلى العكس من ذلك حين أقام الصليبيون دويلات نصرانية في العالم الإسلامي استمر بعضها مائتي عام ، كانت تلك الدويلات دار حرب مع أن غالبية سكانها مسلمون، إذا عرفنا هذا فلا بد أن نتطرق إلى القضية التي تثار دائماً حين نصف هذه المجتمعات بأنها جاهلية بسبب عدم قيام شريعة اللَّـه فيها ، وهي : كيف نحكم على الناس في هذه المجتمعات

وقد سبق لنا بيان الرأي في هذه القضية ، وهو أننا الآن في مقام التعليم لا في مقام إصدار الأحكام على الناس . ولكننا ـ في مقام التعليم ـ لا بد أن نبين للناس حكم اللَّـه في هذه القضية ليعرفوه ـ وليتخذوا مواقفهم بناءً على معرفة واضحة بحكم اللَّـه . . .

فأما جاهلية المجتمع فمردها إلى أن هناك (مظلة جاهلية ) تظلل المجتمع هي الحكم بغير ما أنزل اللَّـه وهي مظلة تظلل كل الناس الواقفين تحتها ، بما في ذلك الدعاة إلى اللَّـه ! أما الناس الواقفون تحت المظلة فالحكم عليهم ـ كما بين رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم ـ مستمد من موقفهم هم من المظلة ! فمن رضي بها فهو منها ، ومن أنكرها فله حكمه الخاص ! .

( . . . فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن . ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن . ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن . وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) .

(. . . فمن كره فقد برئ ، ومن أنكر فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع ))([14]) فهذا الكلام وأمثاله يقود الشباب إلى شن حرب ضروس في بلاد المسلمين وقد حصل ذلك ويحصل فسفكت دماء ناس أبرياء من رجال ونساء وأطفال وهذا الكلام الذي يقوله محمد قطب كان منه في إقامته في المملكة العربية السعودية والتي يرى ويسمع مناهجها والتزامها بالشريعة الإسلامية ورفعها لشعائر الإسلام عالية وتطبيقها للشريعة ويرى عزة السنة فيها ، فلم يدفعه ذلك وغيره إلى استثنائها .

يقول هذا وهو يعيش في مجتمع إسلامي ودولة إسلامية ؛ ولكن عقيدته ومنهجه أعمياه عن الرؤية الصحيحة والقول السديد .

لا أريد أن أطيل في نقل الأمثلة ولكن أولي البصر والإدراك يبصرون ويدركون آثار منهج سيد قطب .

الذي دونه في كتبه وآثار ما كتبه محمد قطب في كتاب ( جاهلية القرن العشرين) و (هل نحن مسلمون) وغيرهما .

وآثار ما كتبه الراشد في مؤلفاته المنطلق والعوائق والمسار وصناعة الحياة .

وما كتبه محمد سرور زين العابدين في منهج الأنبياء وغيره وما كتبه العبدة والصاوي وغيرهما وما نشر في كتب وأشرطة تلاميذ هذه المدرسة وما تحدثه مجلة السنة والنشرات الثورية من فتن وتخريب لعقول ونفوس ومشاعر كثير من أبناء المسلمين .

كل هذا وغيره يتجاهله عبدالرحمن من سنين بل يتولى ثمار ونتاج هذا المنهج المدمر ويدافع عنهم ويواجه من يصرح من قريب أو يلوح من بعيد بتحذير شباب المسلمين من الوقوع في هذه الهوة أوالانجراف في هذا التيار المدمر ويصفه بأنه يسير في منهج الخوارج فيجعل ما ليس بسيئة سيئة ، وما ليس بحسنة حسنة ، ويتهمون إخوانهم في الدين والعقيدة ويخرجونهم من أهل السنة والجماعة .

وأنهم بدعوا من لا يستحق التبديع وأخرجوا من أهل السنة والجماعة من لا يبلغ هذا الحد وأنهم أصلوا أصولا نسبوها إلى أهل السنة والجماعة . وما هي من أصول أهل السنة الجماعة ؛ بل لو طبقت فإنه لا يبقى معها مسلم إلا ثلب ))

ونحن نقول برأ اللَّـه أهل السنة والحق مما تلصقه بهم .

وبرأهم اللَّـه من بدع وفتن الجماعات التي تدافع عنها .

وبرأهم اللَّـه من منهج سيد قطب وما يحوي من ضلال وبدع كبرى.

وبرأهم اللَّـه من كل ما جاء من أفكار وأقوال باطلة في كتب أتباعه.

وبرأهم اللَّـه من الفتن والبلايا والمشاكل التي أحدثتها في بلاد الإسلام.

فإنهم وزنوا مناهج وأفكار هؤلاء بكتاب اللَّـه وسنة رسوله صلى اللَّـه عليه وسلم فوجدوها تخالفهما ووزنوها بمنهج السلف فوجدوها تجافيه).

وهنا ينتهي النقل من كلام شيخنا حفظه الله تعالى، وأنصح بالرجوع إلى كتب الشيخ ربيع في ردوده على عبدالرحمن عبدالخالق فقد فنّد هذه الشبه أيما تفنيد.

(نموذج من تحذير الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي من داعش والخوارج)

ومما يجدر نقله هنا في الرد على دعوى عبدالرحمن عبدالخالق مقال الشيخ ربيع في التحذير من داعش بعنوان: (لمحة عن تنظيم داعش، وفتنته، ومنبعها) ومما قاله فيه: (ولا يستغرب هذا الإجرام من حزب ضال يكفِّر أهل التوحيد والسنة، كما لا يستبعد أن يكون هذا الحزب امتدادًا لإيران الفارسية التي تكفِّر أهل السنة وتسعى بجدٍ إلى تدمير أهل السنة، وتحويل من يبقى من أهلها إلى روافض يكفِّرون الصحابة -رضي الله عنهم- ويقذفون عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، ويحرفون القرآن، ويؤلهون أهل البيت البرءاء منهم، ومن عقائدهم الكفرية.

ومن الأدلة على أن تنظيم داعش امتداد لإيران أنه لم يحرك أي ساكن ضد إيران سائرًا على نهج أمه (القاعدة) التي ما أُسست إلا لحرب أهل السنة، وتكفيرهم، وإفساد شبابهم، ولم تحرِّك ضد إيران؛ بل إيران هي مأوى هذه القاعدة وزعمائها، فهي وحزب الشيطان في لبنان، والحوثيون في اليمن أدوات تدميرٍ بيد إيران، سواء المادي منها، والمعنوي. وهم أشد عداوة للملكة العربية السعودية حفظها الله من مكايدهم وبغيهم).

جملة من ثناء أهل العلم على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي

شيخا العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى- أثنى عليه علماء هذا العصر وشهدوا له بشهادة حق وصدق، وتحدثوا  عن فضله وعلمه وثباته على السنة وعلى منهج السلف الصالح، فلا عبرة بعد ذلك للناقدين والطاعنين، الذين أقضت مضاجعهم، كتبه القائمة على العلم والدليل والبرهان في التحذير من أهل الأهواء.

ومن هؤلاء العلماء الأجلاء الذين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبدالمحسن العباد، والشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا، والشيخ مقبل بن هادي الوادعي، والشيخ محمد بن عبدالله السبيل، والشيخ أحمد بن يحيى النجمي، والشيخ زيد بن محمد المدخلي، والشيخ عبيد الجابري، وغيرهم من العلماء والفضلاء وأهل الخير الصلحاء، وهؤلاء هم أهل العلم وكفى بشهادة أهل العلم شهادة، كيف لا وقد استشهد بهم الله تعالى في كتابه الكريم على وحدانيته سبحانه فقال: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

ولنا وقفة مع بعض أقوالهم في مدح هذا الإمام الجليل والثناء عليه حتى يتبين لكل عاقل منزلة هذا الشيخ الجليل، ويتبين كذب وضلال من يطعن فيه ويلمز ويغمز.

(1) ثناء الإمام العلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله-.

فقد سئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ عن الشيخ ربيع بن هادي فقال : ” إن الشيخ ربيعاً من علماء السنة)). وذكر معه الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله تعالى ـ فقال : ” هما معروفان لدي بالعلم والفضل “. [شريط الأسئلة السويدية].

وقال-رحمه الله-: ((وإخواننا المشايخ المعروفون في المدينة ليس عندنا فيهم شك، هم أهل العقيدة الطيبة ومن أهل السنة والجماعة مثل الشيخ محمد أمان بن علي، ومثل الشيخ ربيع بن هادي، أو مثل الشيخ صالح بن سعد السحيمي، ومثل الشيخ فالح بن نافع، ومثل الشيخ محمد بن هادي، كلهم معروفون لدينا بالاستقامة والعلم والعقيدة الطيبة … ولكن دعاة الباطل أهل الصيد في الماء العكر هم الذين يشوشون على الناس ويتكلمون في هذه الأشياء ويقولون المراد كذا وكذا وهذا ليس بجيد، الواجب حمل الكلام على أحسن المحامل)).[شريط توضيح البيان].

وقد سمعت بأذني الشيخ ابن باز –رحمه الله- يقول مخاطباً للشيخ ربيع : ((يا شيخ ربيع رد على كل من يخطئ، لو أخطأ ابن باز رد عليه، لو أخطأ ابن إبراهيم رد عليه))… وأثنى عليه ثناء عطراً، والله على ما أقول شهيد.

بل قد أذن له سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بالتدريس في مسجده وذلك قبل وفاته بأشهر، مما يدل على أنه توفي وهو عنه راض.

(2)    الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-:

فقد وجه سؤال إلى الشيخ الألباني في شريط ( لقاء أبي الحسن المأربي مع الألباني ) ما مفاده : أنه على الرغم من موقف فضيلة الشيخين / ربيع بن هادي المدخلي ومقبل بن هادي الوادعي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة، يشكك بعض الشباب في الشيخين أنهما على الخط السلفي ؟

فأجاب رحمه الله تعالى :

((نحن بلا شك نحمد الله -عز وجل- أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكفائي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى … إما جاهل فيُعلّم، وإما  صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله -عز وجل- إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره.))

ثم قال الشيخ _ رحمه الله _ : ((فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه)).

وكتب الشيخ الألباني –رحمه الله- معلقاً على كتاب الشيخ ربيع (العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم):

((كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.

فجزاك الله خيراً أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام)).

(3)     الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين –رحمه الله-.

فقد سئل فضيلته عن الشيخ ربيع كما في (شريط الأسئلة السويدية) فقال :” أما بالنسبة للشيخ ربيع فأنا لا أعلم عنه إلا خيراً والرجل صاحب سنة وصاحب حديث “.

وقال -رحمه الله تعالى- في شريط ” إتحاف الكرام”:

((إننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر لأخينا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي أن يزور هذه المنطقة حتى يعلم من يخفى عليه بعض الأمور أن أخانا وفقنا الله وإياه على جانب السلفية طريــق السلف، ولست أعني بالسلفية أنها حزب قائم يضاد لغيره من المسلمين لكني أريد بالسلفية أنه على طريق السلف في منهجه ولاسيما في تحقيق التوحيد ومنابذة من يضاده ونحن نعلم جميعاً أن التوحيـد هو أصل البعثة التي بعث الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام.. زيارة أخينا الشيخ ربيـع بن هادي إلى هذه المنطقة وبالأخص إلى بلدنا عنيزة لاشك أنه سيكون له أثر ويتبين لكثير من الناس ما كان خافياً بواسطة التهويل والترويج وإطلاق العنان للسان وما أكثر الذين يندمون على ما قالوا في العلماء إذا تبين لهم أنهم على صواب)).

ثم قال أحد الحاضرين في الشريط نفسه : هاهنا سؤال حول كتب الشيخ ربيع ؟

فأجاب ـ رحمه الله تعالى ـ: ((الظاهر أن هذا السؤال لا يحتاج لقولي وكما سئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهويه -رحمهم الله- جميعاً فقال مثلي يسأل عن إسحاق ! بل إسحاق يسأل عني وأنا تكلمت في أول كلامي عن الذي أعلمه عن الشيخ ربيع وفقه الله ومازال ما ذكرته في نفسي حتى الآن، ومجيئه إلى هنا وكلمته التي بلغني عنها ما بلغني لاشك أنه مما يزيد الإنسان محبة له ودعاء له)).

وفي شريط ” لقاء الشيخ ربيع مع الشيخ ابن عثيمين حول المنهج ” سئل -رحمه الله- السؤال التالي : إننا نعلم الكثير عن تجاوزات سيد قطب لكن الشيء الوحيد الذي لم أسمعه عنه وقد سمعته من أحد طلبة العلم ولم أقتنع بذلك فقد قال بأن سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود وطبعاً هذا كفر صريح فهل كان سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود ؟ أرجو الإجابة وجزاكم الله خيراً.

فأجاب حفظه الله : ((مطالعاتي لكتب سيد قطب قليلة ولا أعلم عن حال الرجل ولكن قد كتب العلماء ملاحظات على كتابه في التفسير مثلما كتب الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله،وكتب أخونا الشيخ ربيع المدخلي ملاحظات على سيد قطب في تفسيره وفي غيره فمن أحب أن يراجعها فليراجعها)).

وجاء في الشريط الأول الذي هو بعنوان ( كشف اللثام عن مخالفات أحمد سلام ) ـ عبر الهاتف من هولندا ـ :

سؤال : ما هي نصيحتكم لمن يمنع أشرطة الشيخ ربيع بن هادي بدعوى أنها تثير الفتنة وفيها مدح لولاة الأمور في المملكة وأن مدحه ـ أي مدح الشيخ ربيع للحكام ـ نفاق؟

الجواب : ((رأيُنا أن هذا غلطٌ وخطأٌ عظيم، والشيخ ربيع من علماء السنة، ومن أهل الخير، وعقيدته سليمة، ومنهجه قويم.

لكن لما كان يتكلم على بعض الرموز عند بعض الناس من المتأخرين وصموه بهذه العيوب)).

فهذا شيء من ثناء العلماء عليه وقد اقتصرت على ذكر هؤلاء الأعلام لشهرتهم لدى العام والخاص، ولطلب الاختصار والإيجاز، وإلا فالأقوال في مدحه والثناء عليه كثيرة.

وحينئذ يعرف القارئ الكريم نظرة هؤلاء العلماء، ويعرف ما هي منزلة هذا الإمام الجليل الذي قضى عمره في نصر دين الله، فقد تجاوز عمره الثمانين سنة وهو على هذا المنهج، يذب عن دين الله انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وتحريف الغالين.

ويتبين له مدى بطلان قول من ذمه وانتقصه وطعن في دينه ومنهجه، ولكن هؤلاء الجهلاء غاضهم الطعن والتحذير ممن يطعن في بعض أنبياء الله كآدم وموسى ويطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كعثمان وأبي ذر ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم، ويكفر المسلمين ويقول بخلق القرآن، ويجمع البدع والضلال، فما وجدوا حيلة وقد وجه الشيخ ربيع سهامه لأهل البدع والضلال إلا أن ينتقصوه ويذموه ليخدعوا جهال المسلمين بزخرف قولهم.

فهم كما قال الشيخ عبداللطيف آل الشيخ: ((ومن عادة أهل البدع إذا أفلسوا من الحجة وضاقت بهم السبل تروّحوا بعيـب أهل السنة وذمهم ومدح أنفسهم)).

فإياك أخي إياك أن تتكلم في مسلم بما ليس فيه، ولا أن تطعن في مسلم من غير بينة ولا دليل، وتذكر قول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

والحمد لله أولا وآخراً.

كتبه

أبو عبد الله

خالد بن ضحوي الظفيري

6/صفر/1437هـ