غزوة بدر يوم من أيام الله
غزوة بدر يوم من أيام الله
  | 9083   |   طباعة الصفحة


  • خطبة الجمعة بعنوان : غزوة بدر يوم من أيام الله.
  • القاها: الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى.
  • المكان: خطبة جمعة في يوم 7 من شهر صفر - عام 1439هـ في مسجد السعيدي بالجهراء ونقلت عبر إذاعة موقع ميراث الأنبياء الرئيسية.

   
  • الخطبة الأولى:
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله. أمّا بعد.. فإنَّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلّ ضلالةٍ في النّار. أمّا بعد..  عباد الله: فإن سيرة نبينا -صلى الله عليه وسلم- عُلمها ومعرفتها وأخذ الأحكام منها، هو من تحقيق شهادة أن محمدًّا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولنا وقفةٌ -عباد الله- مع معركٍة فاصلة من معارك الإسلام، ففي جماد الأولى من السنة الثانية للهجرة، خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مائتين من المهاجرين يعترضون عيرًا لقريش متجهةً نحو الشام، فبلغوا ذو العشيرة قرب (ينبع) فوجد العيرة قد فاتتهم، فعادوا فلما قَرُب رجوعها من الشام، أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيدٍ إلى الشمال لاستكشاف خبرها، فوصل الحوراء، حتى مر بهم أبو سفيان بتلك القافلة بألف بعير موقرة بالأموال، فأسرعا إلى المدينة وأخبرا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخبر. فقال -عليه الصلاة والسلام-: «هذه عير قريشٍ فيها أموالكم فاخرجوا إليها؛ لعل الله أن ينفلكموها»، ولم يعزم على أحدٍ بالخروج، فسار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجيش في ثلاثمائة وأربعة عشر رجلًا بفرسين وسبعين بعيرًا يتعاقبونها، وعلم أبو سفيان بجواسيسه مسير عسكر المؤمنين، فأرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة فصرخ ببطن الوادي، واقفًا على بعيره، وقد جدع أنفه ووحول رحله، وشق قميصه، وهو يقول: يا معشر، قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان، قد عرض لها محمدٌّ في أصحابه لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث، فتحفز الناس سراعاً، وتجمع نحو ألفٌ وثلاثمائة رجلٍ مقاتلٍ في مائة فرسٍ وستمائة درعٍ وجمالٍ كثيرة لا يعرف عددها بقيادة أبي جهلٍ ﴿بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ﴾ [الانفال:47]، وقد أفلت أبو سفيان بالقافلة فسار باتجاه الساحل، وأرسل رسالةٍ إلى جيش قريشٍ وهم في الجحفة إنكم خرجتم لتحوذوا عيركم ورجالكم وأموالكم، وقد نجاها الله فارجعوا، فهم الجيش بالرجوع، عندها قامت طاغية الأشر أبو جهل فقال: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا فنقيم بها ثلاثًا، فننحر الجذور، ونطعم الطعام ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدًا فرجعت بني زهرة، وكانوا حوالي ثلاثمائة رجل، فسار الجيش من ألف مقاتل؛ حتى نزلوا قريبًا من بدرٍ، وراء كثيبٍ بالعدوة القصوى. واستشار النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، فقام أبو بكرٍ فقال: وأحسن، وقام عمر فقال: وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو –رضي الله عنهم جميعًا-، فقال: "يا رسول الله، امضِ لما امرك الله فنحن معك، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى، ﴿اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [ المائدة: 26]، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه"، فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «خيرًا ودعا له». وهؤلاء القادة الثلاثة كانوا من المهاجرين وهم قلة في الجيش، فقال -عليه السلام-: «أشيروا عليَّ أيها الناس»، وإنما يريد الأنصار, فقال سعد بن معاذ -رضي الله عنه-: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله", قال: «أجل»، فقال سعد: "لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًّا عليها أن لا تنصرك إلا في ديارهم, وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم: فاظعن حيث شئت, وصل حبل من شئت, واقطع حبل من شئت, وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت, وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت, وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك, فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرنّ معك, والله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك". الله أكبر: ما اعظمه من جواب، وما أشد من اتباعٍ وبذلٍ للأنفس والأموال, وسُرَّ النبي –صلى الله عليه وسلم- بقول سعدٍ ثم قال: «سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم«، وتحرك النبي –صلى الله عليه وسلم- بأصحابه فنـزلوا قريبًا من بدر، واستكشف -عليه الصلاة والسلام- الأمر بنفسه، فعلم عدد القوم، ومن خرج من أشراف مكة، فقال لأصحابه: «هذه مكة، قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها»، وأنزل الله المطر، فكان على المشركين وابلًا شديدًا منعهم من التحرك، وكان على المسلمين طلاً طهرهم الله به، وأذهب عنهم رجس الشيطان، ووطّأ به الأرض، وصلّب به الرمل، وثبّت الأقدام، ومهّد به المنـزل، واتخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- عريشًا على تلًا مرتفعًا مقرًا لقيادته، ثم عبا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيشه، ومشى في موضع المعركة، وجعل يشير بيده، «هذا مصرع فلانٍ غدًا –إن شاء الله- وهذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان». وفي صباح يوم الجمعة، السابع عشر من رمضان في العام الثاني من هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، تراءى الجمعان، فدعا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «اللهم هذه قريش قد أقبلت بخُيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك, اللهم فنصرك الذي وعدتني, اللهم فأحنهم الغداة« أي: اكسرهم في الغداة، وأخذ النبي –صلى الله عليه وسلم- يعدل الصفوف، ثم أمرهم ألا يبدؤوا القتال حتى يأمرهم، وكان أول وقود القتال إن خرج من جيش المشركين الأسود بن عبد الأسد المخزومي، وقال: "أعاهد الله لأشربنّ من حوضهم أو لأهدمنّه أو لأموتنّ دونه"، فخرج إليه أسد الله، حمزة -رضي الله عنه- فضربه ضربة قطع بها نصف ساقه، ثم ثنى عليه بضربة أتت عليه فقتله. ثم خرج ثلاثةٌ من فرسان قريش، هم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وطلبوا المبارزة فخرج إليهم عوفٌ ومُعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة فما ارتضوهم، ونادوا: "يا محمد، أَخرِج إلينا أكفاءنا من قومنا"، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا عليّ»، فأمَّا حمزة وعليّ فلم يمهلا قرينيهما أن قتلاهما، وأمَّا عبيدة فاختلف بينه وبين قرينه في ضربتين، فكرّ عليه عليٌّ وحمزة على عتبة فقتلاه، واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله، ولم ينشب أن مات شهيدًا -رضي الله تعالى عنه-. بعد ذلك بخمسة أيامٍ قال الله -عزَّ وجلَّ-: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)﴾ [الأنفال:5-8]. أقول ما تسمعون، واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.  
  • الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أمَّا بعد..  عباد الله: لم يزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد رجوعه من تعديل الصفوف، يناشد ربه ويقول: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا»، وبالغ في الابتهال إلى ربه؛ حتى سقط رداؤه عن منكبيه,، فرده عليه أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- وقال: حسبك يا رسول الله ألححت على ربك"، وأغفى النبي –صلى الله عليه وسلم- إغفاءة، ثم رفع رأسه وقال: «أبشر يا أبا بكر, أتاك نصر الله, هذا جبريل آخذٌ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النْقع». ثم خرج من باب العريش وهو يثب في الدرع ويقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [ القمر: 45]، ثم أخذ حفنةً من الحصباء والتراب، فاستقبل بها قريشًا وقال: «شاهت الوجوه» ورمى بها في وجوههم، فما من المشركين أحدٌ إلا أصاب عينه ومنخريه وفمه من تلك القبضة، ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى﴾ [ الأنفال: 17]، وأمر -عليه الصلاة والسلام- بالهجوم ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقاتل أمامهم وهو يقول: «والذي نفسي بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة، قوموا إلى جنةٍ عرضها السموات والأرض». ‏‏ فقال عُمَيْر بن الحُمَام‏:‏ "بَخ بَخ"، وأخرج تمراتٍ من قَرَنِه وجيبه، فجعل يأكل منهن، ثم قال‏:‏ "لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياةٍ طويلة، فرمى بها، ثم قاتلهم حتى قُتِل"، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "بينما رجلٌ من المسلمين يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه إذا سمع ضربةً بالسوط فوقه, وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم, فنظر إلى المشرك أمامه! فخر مستلقيًا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال -عليه الصلاة والسلام-: «صدقت، ذاك مدد السماء الثالثة». قال أبو داود المازني: "إني لأتبع رجلاً من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أنه قد قتله غيري من الملائكة"، قال عبد الرحمن بن عوف في خضام تلك المعركة: "إني لفي الصف يوم بدر إذ التفتُّ, فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، إذ قال لي أحدهما سراً عن صاحبه: "يا عم أرني أبا جهل"، فقلت: يا ابن أخي, فما تصنع به؟"، قال: أُخبرت أنه يسب رسول الله، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا"، فعجبت لذلك, قال: وغمزني الآخر, فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت ألا تريان؟ هذا صاحبكما اللذان تسألاني عنه، قال: فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال: «أيكما قتله؟»، فقال كل واحدٌ منهما: "أنا قتلته يا رسول الله"، قال: «هل مسحتما سيفيكما؟»، فقالا: "لا"، فنظر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى السيفين فقال: «كلاكما قتله»، وهما معاذ بن عمرو بن الجموح, ومعوذ بن عفراء، وقد استشهد معوذ في نفس الغزوة، وبقي معاذٌ إلى زمن عثمان، وأعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلب أبي جهلٍ. وبعد انتهاء المعركة وانتصار المسلمين، خرج الناس في طلب أبي جهلٍ، فوجده عبد الله بن مسعودٍ -رضي الله تعالى عنه-، وبه رمقٌ في آخر حياته، فوجده فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليحتز رأسه، قال: " هل أخزاك الله يا عدو الله، فقال أبو جهل:‏ "وبماذا أخزاني‏؟ هل فوق رجلٍ قتلتموه؟‏"، وقال: " فلو غير أكارٍ قتلني"، ثم قال: "أخبرني لمن الدائرة اليوم‏؟" فقال ابن مسعود:‏ "الله ولرسوله"، قال أبو جهلٍ:‏ "لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رُوَيْعِىَ الغنم"، وقطع عبد الله بن أبي مسعودٍ رأسه، ثم جاء به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال: "الله أكبر والحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده"، وقال: "هذا فرعون هذه الأمة". كانت هذه المعركة –عباد الله- معركةً بين الكفر والإيمان، وأعلى الله فيها كلمة الإيمان على كلمة الكفر، وفرق بين الحق والباطل، فسُمى ذلك اليوم يوم الفرقان، وهو يوم غزوة بدر، قُتِل في هذه المعركة أربعة عشر رجلًا من المسلمين، أمَّا المشركون فقتل منهم سبعون، وأُسِر سبعون، ومعظمهم كانوا من الصناديد، وقد سحبت أربعةٌ وعشرون من صناديدهم، وقذفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في قليبٍ في بئرٍ خبيثةٍ في بدرٍ، وأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بدرٍ ثلاثة أيام، فلما استعد للرجوع جاء إلى القليب وقام على شفته، وناداهم هؤلاء الموتى من كفار قريشٍ بأسمائهم، وأسماء آبائهم «يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أن أطعتم الله ورسوله؟ فإنَّا وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا؟»، فقال له عمر: "يا رسول الله، ما تكلم من أجسادٍ لا أرواح لها"، قال: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكن لا يجيبون». هكذا نصر الله أهل الإيمان، ﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾[محمد:7]، اللهم انصر المسلمين في كل مكان، اللهم إنَّا نسألك السعادة في الدنيا والآخرة، اللهم ارض عن الصحابة أجمعين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات وصلى الله وسلم على نبينا محمد.