محبة النبي صلى الله عليه وسلم بين الاتباع والابتداع
محبة النبي صلى الله عليه وسلم بين الاتباع والابتداع
  | 7039   |   طباعة الصفحة


  • العنوان: محبة النبي صلى الله عليه وسلم بين الاتباع والابتداع
  • القاها: الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى
  • المكان: خطبة جمعة في مسجد السعيدي بالجهراء 11 ربيع الأول عام 1436هـ، ونقلت مباشراً على إذاعة موقع ميراث الأنبياء

 

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أما بعد،،، فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار أما بعد،،، عباد الله، إنه لا حياةَ طيبة، وعيشةَ رضية، ولا سعادةَ أبدية، إلا بتحقيق المحبةِ الكاملة، لله -جلَّ وعلا-، يقول -عزَّ وجلَّ-: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة:165] بتحقيقها ينالُ العبد العزة والسعادة، والفلاح والنجاح، في الدنيا والآخرة وإن من محبة الله -جلَّ وعلا-، محبة رسوله -صلى الله عليه وسلم-. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- إنما يُحَبُ لأجل الله، ويُطَاع لأجل الله، ويُتَبَع لأجل الله، كما قال -جلَّ وعلا-: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران:31]. فمحبة الله -جلَّ وعلا-، لا تَنْفَكُ عن محبة رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، في صحيح البخاري عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان -وذكر منها-، أن يكون الله ورسوله، أحبَّ إليه مما سِواهما». وحينئذ فمحبة سيد الخلق، وأفضل البشر، وإمام الرُسُل، أصلٌ عظيمٌ من أصول الدين، وقاعدةٌ مهمةٌ من قواعد الإيمان، كيف وقد قال ربنا -سبحانه وتعالى-: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأحزاب:6] يقول العلماء: "وهذه الأولوية، تتضمن أن يكون الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أحبَّ إلى العبد من نفسه، وألا يكون للعبد حُكْمٌ على نفسه أصلً،ا بل الحكم لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهديه وشرعه وسنته". ففي الصحيحين من حديث أنسٍ -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحبَّ إليه، من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين». محبة نبينا -صلى الله عليه وسلم-، عاقبتُها خيرٌ عظيم، ونعيمٌ مقيم، فمن أحبَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مؤمنًا بالله -عزَّ وجلَّ-، مُوَحِدًا مُحِقَقًا له للتوحيد، كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في جنات النعيم، برحمةٍ من الله وفضلٍ وإحسانٍ. عند البخاري أن رجلا قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-: "يا رسول الله متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها؟» قال: ما أعددتُ لها، من كثير صلاةٍ، وصومٍ، وصدقةٍ -أي ما زدت على الواجبات من النوافل-، ثم قال: ولكني أحب الله ورسوله، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «أنت مع من أحببت». يقول أنس -رضي الله تعالى عنه-: "فأنا أُحِبُ النبي، و أُحِبُ أبا بكرٍ، و أُحِبُ عمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم". يقول الحسن البصري -رحمه الله تعالى، في فهم هذا الحديث-: "فمن أحبَّ قومًا، اتبع آثارهم، ولن تلحق بالأبرار، حتى تتبع آثارهم، وتأخذ بهديهم، وتقتضي بسُنَتِهِم، وتُصْبِحُ وتُمْسِي وأنت على منهجهم، حريصًا أن تكون منهم؛ فتسلك سبيلهم، وتأخذ طريقهم، وإن كنت مُقَصِرًا في العمل". عباد الله، الحبُ وإن كان من أعمال القلوب، فلابد من ظهوره على الجوارح، قولًا وعملا، فمحبة المؤمن، لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم-، تحملُ على تحصيل ما يحبه الله -جلَّ وعلا-، ويحبه رسوله -صلى الله عليه وسلم-، من أعمال القلوب والجوارح، وتحمل على اجتناب، ما نهى الله عنه، ونهى عنه رسوله -صلى الله عليه وسلم-، من الاعتقادات والأقوال والأعمال، فمُحِبُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محبةً صادقة، ظاهرةً وباطنه، مُتَبِعٌ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في منشطه ومكرره، في سِره وعلانيته، باذِلًا كل ما في وسعه، للوقوف على هديه، وإتباع سنته، متحريًا في جميع ذلك، توجيهاته، وسنته، وسيرته، وشرعه، وهديه. يقول الحسن البصري -رحمه الله تعالى وغيره من سلف هذه الأمة-: "إن قومًا زعموا محبة الله، ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فابتلاهم الله بهذه الآية: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾" [آل عمران:31]. عباد الله، محبة رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، تقتضي حُسْن التأسي به، وتحقيق الإقتداء بسنته، في أخلاقه، وآدابه، في نوافله وتطوعاته، في أكله وشربه ولباسه، في جميع آدابه الكاملةِ وأخلاقه الطاهرة. عباد الله، محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تقتضي تعظيم النبي -عليه الصلاة والسلام-، وتوقيره والأدب معه وِفْقَ المأذون، وحسب المشروع، في كتاب الله -جلَّ وعلا- وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، تعظيمٌ مشروعٌ يقتضي التعظيم بالقلب، باعتقاد كونه رسولًا، مُصْطَفَى دون غُلُوٍ أو جفا، وبدون وقوعٍ في محذورٍ، تعظيمٌ باللسان، وذلك؛ بالثناء عليه، بما هو أهله، بما هو أهله، وبأفضل ما يوصف به خير البشر، وحينئذ فالواجب البُعد والحذر، في مقام النبوة من الجفاء، كترك الصلاة عليه لفظًا، وخطًا، أو الاستهانة بسنته وهديه أو قلة المبالاة بها، أو إهمال مطالعة سيرته، ومذاكرة هديه -عليه الصلاة والسلام-. كان محمد بن المُنْكَدِر -رحمه الله تعالى- إذا سُئِلَ عن حديثٍ من أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- بكى حتى يرحمه الجالسون؛ إجلالًا وتوقيرًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وكان عبد الرحمن بن مهدي، إذا قرأ حديث النبي -عليه الصلاة والسلام-، أمر الحاضرين بالسكوت وقال: ﴿لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ [الحجرات:2]. عباد الله، ومن محبته -صلى الله عليه وسلم-، الثناءُ عليه بما هو أهله، بما أثنى عليه ربه، من غيرِ غُلُوٍ ولا تقصيرٍ ولا جفاء، وإنَّ من أعظم الثناء عليه، إكثار الصلاة والسلام عليه، الإكثار من ذلك، عند ورود ذكره الشريف، على المسامع واللسان، وعند الخط والبنان. في سنن أبي داود أنه قال -عليه الصلاة والسلام-: «وإنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيه». عباد الله، ومن مظاهر محبته -عليه أفضل الصلاة والسلام-، تذكره دائمًا، وتمنِي رُؤْيَتَه، ودعاءُ الله -عزَّ وجلَّ-، أن يجمع بينك وبينه في جنات النعيم. روى مسلمٌ، عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا، أُنَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ، لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِه». فأسألُ الله أن يحشرنا معهم. ومن مظاهر حبه -عليه الصلاة والسلام-، محبة قرابته، وآل بيته، وأزواجه، ومحبة جميع صحابته، وتوقيرهم، ومعرفة فضلهم، وحفظ حُرُمَاتِهِم، ومعرفة مكانتهم. فرسولنا -صلى الله عليه وسلم-، في الحديث الطويل الذي أخرجه مسلم يقول: «أُذكِّرُكُم الله في أهْل بيتي، أُذكِّرُكُم الله في أهْل بيتي، أُذكِّرُكُم الله في أهْل بيتي»؛ ولهذا في صحيح البخاري، أن أبا بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- قال: "ارْقُبُوا مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- في أَهْلِ بيْتِهِ". وأما في شأن صحابته -عليه الصلاة والسلام-، فجاءت صريحةً، صحيحة عنه -عليه الصلاة والسلام-، ففي الصحيحين قال: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلو أنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ». عباد الله، دعوته -عليه الصلاة والسلام-، التي حرص عليها ليلًا، ونهارًا، سرًا وجِهارًا، هو تحقيق العبودية لله -عزَّ وجلَّ-، وعدم صرف شيءٍ، من الربوبية أو الإلوهية لغير الله -سبحانه وتعالى-؛ ولهذا كان أكثرُ الناس محبةً له، وتعظيمًا، هو، من عظَّم هذا الجانب، وأعطاه حقه، وابتعد عن كل ذريعةٍ، تُخِلُ بالتوحيد، الذي جاء به، أو تؤثر به؛ ومن هنا فمن الأصول الشرعية، المقطوع بها، ومن القواعد القرآنية النبوية المجزوم بها: تحريم الغُلو، في تعظيمه -عليه الصلاة والسلام-، بما ليس بمشروعٍ، ففي الصحيح، عنه -عليه الصلاة والسلام- قال: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فقولوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ». وعند أحمد أن رجلًا قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-: "ما شاء الله وشِئْت، فقال له النبي إمام الموحدين، وسيد الأنبياء والمرسلين، قال له: «أجعلتني لله نِدّاً؟ قُلْ: ما شاء الله وحده». فأحذر من الغُلو في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كاعتقادك فيه، ما هو من خصائص الله -سبحانه وتعالى-، كاعتقاد أنه يعلم الغيب، بما لم يُطْلِعه الله -عزَّ وجلَّ-، أو تدعوه من دون الله؛ لكشف ضُرٍ، أو دفع كربٍ، أو جلب نفعٍ، فذلك شركٌ، بنص القرآن وهدي سيد الأنام، يقول -سبحانه- في حقه -عليه الصلاة والسلام-: ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾ [الأعراف:188]. ومن أعظم التكذيب للقرآن، وسنة سيد الأنام، اعتقاد أن وجوده -عليه الصلاة والسلام-، سابقٌ لهذا العالم، أو أن الخلق والكون، خُلِقَ من نوره، ونحو ذلك من الاعتقادات الباطلة المخالفة، لما في الوحيَيْن يقول –عزَّ وجلَّ-: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾ [الكهف:110]. ويجب ترك جميع العبارات، التي تؤدي إلى هذا الغلو الفاحش، كإدعاء أنه حُبُ الأكوان، ثم تُتَخذ مثل هذه الكلمات؛ لنشر الغُلُو فيه -عليه الصلاة والسلام-، والوقوع في الشرك، بالله -سبحانه وتعالى-، وغير ذلك من المنكرات الخطيرة. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما تسمعون، واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.        

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبع هداه أما بعد،،، عباد الله، إن أعظم أسباب خذلان المسلمين اليوم، ووقوع كثير منهم في الفتن، والمحن، هو البعد، عن تحقيق محبة الله، ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، محبةً حقيقة، وإن من أعظم، أسباب الوقوع في الفتن، ومن أعظم أسباب المحن، الوقوع في مخالفة، منهج الله، ومنهج رسوله -صلى الله عليه وسلم-، مما يكون من المخالفات، العقائدية، والمحاذير العملية. فترى قومًا يدَّعُون محبة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهم يسُبون ويكفرون أصحابه، ويطعنون على عرضه، ويتهمون أزواجه. وترى قومًا يدَّعون محبة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهم يخالفون أمره، فيطرونه ويعطونه صفات الله رب العالمين. وترى أحزابًا تدَّعي محبة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهم مخالفون لسنته، وانتهجوا مناهج مخالفة لهديه، وطريقته، فتحزبوا وتكتلوا على طرقٍ شيطانيه، ليست من الإسلام في شيء. وترى أُنَاًسا يدَّعون محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهم يبتدعون بِدَعًا، ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يفعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويحتفلون بأعيادٍ بِدْعِية، لم يفعلها رسوله -عليه الصلاة والسلام-، ولا أصحابه ولا من اتبعهم بإحسان، مثل ما يُحتفل به في هذه الأيام، من الاحتفال بالمولد النبوي، بالرقص والأناشيد والغناء والدفوف الندوات وغيرها، وكذلك الاحتفال، بالمعراج والهجرة النبوية، فكلها أعيادٌ بدعية، لا تمت إلى الإسلام بصلة، بجانب ما يحصل فيها، من مظاهر الشرك، ومن مظاهر الغُلُو فيه -عليه الصلاة والسلام-، فلو كانت هذه الأعمال خيرًا، لسبقنا إليها سلفنا الصالح، فكل هذه الأفعال، تدل على كذبهم في دعواهم، محبة النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ لأن من أحبه، اتبع أمره، وسلك هديه، وأحبَّ أصحابه، ثم إن الله -عزَّ وجلَّ-، أمرنا بأمرٍ عظيم، في كتابه، ألا وهو: الإكثار من الصلاة على نبينا -عليه الصلاة والسلام-: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56] اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد. اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.